أشغال تهيئة شارع محمد الخامس بمدينة فاس تربك التجار وتخرج المدافعين عن البيئة عن صمتهم
وليلي24
2019-09-27 على الساعة : 19:56
انطلقت منذ أسابيع أشغال تهيئة شارع محمد الخامس بوسط مدينة فاس. وجرى إغلاق المنفذ الرئيس للشارع من جهة حي الأطلس، كإجراء لبدء أشغال الشطر الأول من التهيئة التي يرتقب أن تستمر لما يقرب من سنة، قبل أن يعاد فتح الشارع من جديد بشكل كلي أمام المركبات.
ورغم الإشادة بتفعيل مشروع ظل التجار يطالبون به لإعطاء حلة جديدة لهذا الشارع الذي يعد من شرايين المدينة، فإنهم ينظرون بقلق إلى بطء أشغال التهيئة، ويوردون بأنها أدت إلى ما يشبه الركود في محلاتهم التجارية.
ويندرج مشروع تهيئة هذا الشارع في إطار برنامج للتهيئة الحضرية بغلاف مالي يقدر بـ200 مليار سنتيم. وتتولى السلطات المحلية (ولاية جهة فاس) تنسيق أشغال هذا البرنامج الذي سيمتد إلى سنة 2022.
وانطلقت أشغال تهيئة شارع محمد الخامس بصفقتين، الأولى تهم الإنارة العمومية (3.6 مليون درهم)، بينما ترتبط الثانية بالطرق (29 مليون درهم)، وذلك إلى جانب أشغال أخرى بطريق “ويسلان” التي تعرف بطريق الموت، نظرا للحوادث المفجعة التي تشهدها بسبب تدهور وضعيتها.
وطال الإهمال شارع محمد الخامس بوسط المدينة لسنوات، مما أدى إلى خروج التجار في وقفات احتجاجية للمطالبة بتهيئته ورد الاعتبار إليه. وتحولت، مع الوقت، بعض جنباته الخلفية إلى مرتع للمشردين والمتسكعين وبائعات الهوى. وعانى، في الآونة الأخيرة، من زحف الباعة المتجولين، مما زاد من كساد التجارة به. كما ظل يواجه أعطابا شبه مستمرة في في الإنارة العمومية. وفقد الشارع بريقه التاريخي. وسيضطر التجار وأصحاب المحلات ومقدمي الخدمات به إلى انتظار سنة من الأشغال للتطلع على ظهور الشارع بإطلالة جديدة يراهن عليها لإعطائه دينامية اقتصادية قوية.
ومع انطلاقة أشغال التهيئة، أزيلت أشجار تاريخية به، مما أدى إلى جدل بشأن هذا القرار الذي قدم من قبل فعاليات جمعوية على أنه يضر بالبيئة ويمس بخصوصيات تاريخية للشارع. وقال عبد الحي الرايس، ناشط في مجال البيئة، إن “تمة إشفاقٌ مشروعٌ على مآل أشجار التصفيف المعمرة على جنبات شارع محمد الخامس، والتي يُرجى تدبيرُ نقلها بتقنيات تحافظ عليها، مع تفادي تَكرار تجربة شارع الجيش الملكي التي عوضت أشجاراً تراثية بنخيلٍ لا يوفر ظلاً ،ولا يُضفي جمالية”. وأكد على أن إعادة تهيئة هذا الشارع يجب أن يحترم توجهات تصميم التنقل الحضري التي تجعل منه فضاءً للراجلين، وتعويض الأشجار من نفس النوع مع برمجة تشذيبٍ تشكيلي لها. “وعند الضرورة، ومع التحسب لتأهيل النقل الحضري، واتخاذ الشارع مَعْبراً للترامواي أو غيره، يتعين الحرص على إدماج ولوجياتٍ في كل الملتقيات بمعاييرها التقنية ، مؤطَّرة بإشاراتٍ ضوئيةٍ مقرونةٍ بالعدِّ العكسي، مرئيةٍ للمبصرين، ومسموعةٍ للمكفوفين”، والحرص على استواء الأرصفة وإخلائها من كل ما يضايق المارة، أو يشكل مصدر إزعاج أو خطر عليهم، وتوفير مرافق صحية نموذجية على مسار الشارع، وإضفاءُ الاعتبار على المدار الذي يحمل تسمية الساحة، وحث البنايات المصطفة على جنبات الشارع على تجديد طلائها باللون الأبيض العاجي ترسيماً للون المدينة. واقترح عبد الحي الرايس إدماج مشروع إعادة تهيئة السوق المركزي حتى يكون الإنجازُ متكاملاً، وحتى تُتخذَ إعادةُ تهيئة شارع محمد الخامس بفاس نموذجاً ومرجعية.