انتخاب مكتب مجلس جماعة مكناس يتحول إلى استغاثة بعزيز أخنوش.
متابعة للشأن العام بمكناس محسن الأكرمين.
من يمثلنا بمجلس الجماعة كقيمة نوعية؟ لا نعلم والله !!! فقد يركب الساكنة بمكناس الخوف من تمييع السياسة أكثر بكثير ممَّا هي عليه !!! يركب الساكنة الفزع من أن تنمية التغيير قد استبدلت بلبن (زعطوط). فالمشكلة ليس في التدافع السياسي داخل مختلف المكونات أو المكون الواحد، فالمشكلة العويصة هي كيف ندبر شأن مدينة تحمل متنوع من الاختلالات بهذا التوافق الهش-(الأغلبية)-القابل للانفجار في لحظة من عمر المجلس؟ وعندها نقول: (مالوا طاح من الخيمة خرج مايل).
التدافع السياسي من مستملحات التمركز والبحث عن الوجاهة وربطة عنق الغرور، لكن التدافع داخل المكون السياسي الواحد فإنه قمة السذاجة السياسية بالمدينة. اليوم حضرت التوافق (حسي مسي) إلى جلسة ترسيم حدود مكونات مكتب المجلس، وكانت هذا هو السبب الذي كاد أن يطوح بالجلسة نحو رفعها وتأجيل التصويت على الرئيس. حضرت معيقات تكتيكية من قبل (إشاعة مرض المرشح لرئاسة المجلس بكوفيد 19)، حضرت حركة قلب الطاولة لعدم الإرضاء، حضر الصوت العالي الذي أفشى أسرارا من خزينة التوافقات السرية.
توزيع مناصب التدبير والتسيير بمجلس جماعة مكناس، كان أشبه بكثير تقسيم (الوزيعة) الفوضوي، وهذا الأمر لا، ولن يخدم مدينة مكناس !!! جلسة انتخاب كانت بطبيعة القانون أن تمر سلسة بالهدوء وتحكيم الديمقراطية، لكنها مرت مثل سوق (جوطية) الفرجة. ساهم العضو الأكبر سنا والذي ترأسها في إفساد الجلسة، وبدأ يمرر (نقط نظام) بلا حسيب ولا رقيب، وحتى قراءة الفاتحة على الأموات ساهم فيها وبدون مشورة من أهل الحل والعقد !!! بدا العضو الأكبر سنا، وكأن الجلسة أكبر منه بكثير، وخرجت من بين يده مرات عديدة، لولا التدخلات الحكيمة والرزينة لممثل السلطة الترابية (باشا الدائرة الثانية)، فهو حقا من أبقى تلك التدخلات في حدود اللباقة، وساهم بجهد قانوني وحكيم على إتمام الجمع الأول للمجلس بحدود الأمان، وتشكيل مكتب منتخب ديمقراطي (حسب التصويت العلني والسري).
المشكلة المفزعة، حين يفصح عضو من (التجمع الوطني للأحرار)، وهو الحزب الذي سيتولى الرئاسة علانية (اللائحة الفريدة للتنافس) وأمام الجميع بأن مناصب الإنابة تباع!!! فإن هذا التصريح خطير!!! وينسف مصداقية صورة الديمقراطية المحلية من الداخل، فإن هذا التصريح مستفز للسلطات الترابية، وأمام أعينها ومسامعها !!! ويستوجب فتح المساءلة وتحريك النيابة العامة لدعوى الاستماع العامة !!! فإن هذا التصريح لن، ولن يمر مثل سحابة صيف على الفعل السياسي بمكناس فقط، بل ستكون له تداعيات كبرى على الصعيد الوطني لأن الخطاب كان موجها للسيد عزيز أخنوش بالتعيين والضبط !!!
غلب صوت الخشونة والتشنج مراحل الجلسة، لكن الثقة كانت في تثبيت جواد بحجي كرئيس بأغلبية مريحة(41 صوتا) من أصل (51 عضو) حاضر بالفاعة، و تسجيل غياب (2)، في حين صوت بلا (12) عضوا، أما الممتنعون فعددهم (05)، فيما تحفظ عضو واحد (1). وفي استقراء للآراء الوصفية قيل لي ” بات الطالح صالحا، والصالح طالحا، وهو مكتب من عجائب الدنيا … ولا نعرف ترتيبه عالميا”.
فليكن، ومهما حدث، لا بد من احترام مخرجات الديمقراطية التي قلَّدت جواد بحجي رئاسة المجلس خلفا (للمعلم الكبير)عبد الله بوانو. من تم نقول: بأن مكناس لا تحتاج إلى ترقيعات لحظية وتدبير المخاطر فقط، مكناس لا تحتاج إلى البريكولاج (حديقة/ ملعب قرب/ سوق قرب/ مصباح…) فهذا من واجب وجوده !!! مكناس تحتاج إلى رؤية إستراتيجية للتنمية والإنماء، والى المال العمومي الفياض عليها. مكناس تريد التموقع داخل النموذج التنموي الجديد وطنيا. مكناس تحتاج إلى هيكلة جذرية وتحرير طاقاتها نحو الإبداع والابتكار، والترافع كإسناد قوي لممثليها. مكناس في حاجة إلى تصويب جديد وفق أقطاب عمل موجهة بالالتقائية. مكناس في حاجة إلى تعاقد مع ممثليها على النضج (بدل الشوهة)، وتطبيق القانون ومحاربة الامتيازات (الريع حلال)، والقفز على الأقسام والمصالح !!!.