بوانو يجر وزير الشباب للمساءلة وفعاليات حقوقية تتهمه بإهدار المال العام
بقلم : ذ ـ يوسف السوحي
لم يجد أكثر الحداثيين المتتبعين لفعاليات مهرجان الرباط ،الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والاتصال، أيام 22 و23 و24 شتنبر 2022، تفسيرا لما جرى خلال سهراته من ضرب للقيّم الحضارية المغربية ،وترويج فاضح للرذيلة ومحاولة شرعنة تناول الحشيش وكل أشكال المخدرات من طرف ما يسمى ب “الرابور طوطو “بالإضافة إلى المجون و الايحاءات الجنسية التي حاول بعض المغنيين ترويجها خلال هذا الحفل ،الذي شكل صدمة كبيرة للمغاربة ،ففي الوقت الذي كان ينتظر المغاربة من الوزير الشاب المنتمي لحزب الاصالة والمعاصرة ،أن يؤسّس لعودة القيم الإنسانية الرفيعة التي تربى عليها المغاربة منذ زمن، والداعيّة إلى قيّم الحياء والوقار وسمو الذوق الفني ،والتعايش …نجده للأسف الشديد بهذا النموذج من السهرات ،يروّج إلى ثقافة الرذيلة ،والمسخ الحضاري بعاصمة الثقافة الافريقية والعربية الرباط ،إنه لا مؤسف جدا ،أن يسمح وزير للشباب لنفسه بإهدار المال العام على هذه التفاهة “سهرات الحشيش” التي يحاول إدخالها عنوة لبيوت المغاربة ،ومعظمهم يعانون من البطالة ويكتون بنار ارتفاع الأسعار ..،دون وجود أي رد فعل لحكومة أخنوش .
ومن هذه الزاوية نقدّر عاليا مطالبة المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، في شخص رئيسها الدكتور عبد الله بووانو، بعقد اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، وذلك لمناقشة النموذج الفني والثقافي للوزارة من خلال تنظيم و دعم المهرجانات.، وأضاف السيد بووانو ” أن مجاهرة شخص قُدم لجمهور المهرجان الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والاتصال، على أنه “مغني راب”، بتعاطيه للمخدرات، و بأن الأجانب يزورون المغرب لاستهلاك “حشيش كتامة”، شكّل صدمة للرأي العام الوطني.
إن الحديث عن حكومة الكفاءات التي يترأسها أخنوش هو ضرب من الوهم والخيال ،وأثبتت الايام على أن تدبيرها وتسييرها لبعض القطاعات الوزارية يعرف اختلالات استراتيجية ومالية وأخلاقية ،كما حدث في مهرجان الرباط ،لهذا فيجب على وزير حزب “الجرار ” أن يظل وفيا لهذا الرمز التاريخي ،الذي له مفهوم في ذاكرة ووجدان المغاربة خصوصا ساكنة العالم القروي المتميزة بالحياء والوقار والحشمة.. ،كما نهمس في أذن الوزير الشاب أن الحداثة والانفتاح على ثقافة الأخر ،لا تعني الانحلال الخلقي ونشر ثقافة الابتذال والتفاهة .