تجمعات سكنية بضواحي تاونات تعاني من العطش والسلطات المحلية منشغلة بدوري لكرة القدم !!

عادت مجموعة من التجمعات السكنية بجماعة “الورتزاغ” القروية بمنطقة غفساي بنواحي إقليم تاونات إلى الاحتجاج ضد عدم تنفيذ السلطات المحلية ورئيس الجماعة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب لوعود سابقة لها علاقة بتزويد الساكنة المحلية بالماء الصالح للشرب، وقرر العشرات من شبان المنطقة التوجه نحو الطريق العمومية للإحتجاج، بغرض إثارة انتباه المسؤولين إلى محنتهم، بعدما سبق لهم أن نفذوا احتجاجات أمام مقر الجماعة، وقدمت لهم وعود لحل المشكل، مقابل فض الاحتجاجات.

وتعاني العشرات من التجمعات السكنية بالإقليم من العطش في كل موسم صيف. وتشير مصادر محلية إلى أن الوضع استفحل هذه السنة بسبب ارتفاع درجة الحرارة. ويعيش السكان في جل دواوير الجماعات المحيطة بالإقليم معاناة حقيقية بحثا عن العيون، ويلجأ بعضهم إلى إعلان رحلات شاقة نحو السدود لجلب المياه، حتى يتأتى له توفير المياه للمواشي.

ويعتبر الإقليم من أغنى المناطق في المغرب في مجال الثروة المائية. ويتوفر على حوالي 5 سدود مهمة. لكن ساكنته تعاني من العطش، ويضطر العشرات من المواطنين إلى تنفيذ احتجاجات كل صيف باستعمال الدواب وقنينات المياه الفارغة لإثارة الانتباه إلى هذه المعضلة.

وفي مقابل هذا الوضع، حضر عامل الإقليم، مساء يوم الأربعاء، 28 غشت الجاري، مقابلة نهائية لكرة القدم جرى تنظيمها بدوار تاورطة بجماعة سيدي المخفي في دائرة غفساي. وأشادت فعاليات محلية بهذه الخرجة التي تعكس انخراط السلطات المحلية في تشجيع المبادرات الهادفة. لكنها قالت إن عامل الإقليم كان عليه أن ينتقل في خرجات ميدانية إلى المناطق التي تعاني من العطش للوقوف على حجم معاناة الساكنة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات استعجالية، عبر تنسيق المبادرات مع المؤسسات ذات الصلة. وأوردت المصادر ذاتها إلى أن هذه الخرجة ستعكس حقيقة سياسة القرب في التعامل مع هموم المواطن، خاصة وأن ملف الماء الصالح للشرب بالإقليم يعتبر من أكبر الملفات الحارقة التي تحتاج إلى قرارات شجاعة وجوهرية من قبل المسؤولين المحليين، لكونها لها ارتباط وثيق بحياة النسل والحرث، ولها تأثير مباشر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم.