تفاصيل أكبر “احتلال” للملك العمومي تتعرض له المحطة الطرقية بمدينة فاس

وليلي24

2019-08-20 على الساعة : 17:03

لا شيء سوى الفوضى العارمة بالمحطة الطرقية بمدينة فاس. هذا هو الانطباع العارم الذي يخرج به أي وافد لهذا الفضاء العمومي. مشردون في كل الأرجاء، خاصة في الطوابق العليا للمحطة والتي تعاني فيها جل المحلات من إغلاق، بينما تحولت مساراتها إلى ما يشبه جزر يستغلها أشخاص بدون مأوى، كلما ضاقت بهم أرض المدينة. أوساخ وروائح كريهة تنبعث في هذه الطوابق.

وفي الأسفل، يجد المسافرون صعوبات في الوصول إلى الضفة الأخرى حيث فوضى حافلات النقل الطرقي، بسبب احتلال بشع للملك العمومي من قبل أصحاب المحلات التجارية. وما تبقى من الممرات الصغرى، يقف فيه أشخاص يروجون للمأكولات الخفيفة التي يعرضونها. وفي ما تبقى من الأٍكان المفتوحة باعة متجولون يعرضون سلعهم، ومتسولون من كل الفئات العمرية.

وفي الساحة الأمامية والساحة المخصصة لركن الحافلات أشخاص يعرضون التذاكر على المسافرين، وفي بعض الأحيان يتحكمون في المسارات، وفي الحافلات التي يجب على الوافدين ركوبها. كما أنهم يتحكمون في أثمنة التذاكر في غياب أي إجراءات للمراقبة.

وكان المجلس الجهوي للحسابات قد سبق له أن أصدر تقريرا قاتما حول اختلالات هذه المحطة التي تحولت إلى مرتع لغياب المحاسبة. ورغم المعطيات الصادمة التي رصدها، فإن المجلس الجماعي رفع يده عن هذه “الجزيرة”، وتركعها تغرق في مستنقع الفوضى والعشوائية، في وقت سبق لحملة حزب العدالة والتنمية أن وعد بالنهوض بهذا القطاع وإعادة هيكلة المحطة الطرقية، لكي تساهم في الرفع من مداخل الجماعة، وتساهم كذلك في تقديم خدمات جيدة للمرتفقين، وتساعد على تحسين صورة المدينة التي لحقتها الخدوش في كل الجوانب.

واكتفى عمدة المدينة، ادريس الأزمي، بزيارات متفرقة للمحطة، وعقد لقاءات مع المستخدمين، ووعد بحل مشاكلهم الاجتماعية العالقة، ونظم حملات لتنظيف هذا المرفق، قبل أن يطوي صفحته مجددا، لتستمر عشوائيتها في تكريس صورة سلبية عن العاصمة العلمية التي يورد مدبرو الشأن العام المحلي بأنها “بخير” ويطلبون من الفعاليات الجمعوية عدم الاحتجاج على وضعيتها، لأن الاحتجاج يساهم في تلطيخ سمعتها، يورد نائب العمدة، محمد الحارثي، في تصريحات صحفية سابقة.