تفاصيل وفاة طفلة على كرسي متحرك في قاعة “الانتظار” بالمستشفى الإقليمي بتازة
وليلي24
2019-08-22 على الساعة : 10:05
أسابيع فقط على إعطاء الانطلاقة لخدمات مستشفى النهار ووحدة العلاجات المكثفة ومركز الفحوصات الخارجية بمستشفى ابن باجة بمدينة تازة من قبل والي جهة فاس ـ مكناس، والمدير الجهوي لوزارة الصحة، وعامل إقليم تازة، والمدير الإقليمي للصحة به، عادت قضية “تدهور” الخدمات الصحية بهذا المستشفى الإقليمي مجددا إلى الواجهة، دون أن ينفع “تعزيز” العرض الصحي بالإقليم و”تقريب الخدمات” الصحية للساكنة في تطويق انتقادات المواطنين والفعاليات الحقوقية والسياسية بالمدينة.
فقد وجهت للمستشفى انتقادات لاذعة على خلفية وفاة طفلة في قسم المستعجلات بسبب “الإهمال”. وقال حزب النهج الديمقراطي، في رسالة مفتوحة وجهها إلى وزير الصحة، إن الطفلة فاطمة الزهراء القندوسي ولجت المستشفى على إثر ارتفاع درجة حرارة جسمها ودخولها في غيبوبة، وتم الاكتفاء بوضعها على كرسي متحرك والاكتفاء بمدها بالأوكسجين، دون أن يتم الاهتمام السريع بها، حسب حالتها، لإنقاذها. وتوفيت الطفلة وهي في وضعية جلوس على الكرسي. وأشار حزب النهج الديمقراطي (أقصى اليسار) إلى أن هذه الواقعة تعد حالة ساطعة على “الواقع المريض للمنظومة الصحية بإقليم تازة”، و”مؤشر دال على قيمة الإنسان لدى هذا المرفق المفروض فيه أن يهتم أولا وأخيرا بالحق في العلاج لجميع مرتفقيه المرضى بدون تمييز، والانتصار للحق في الحياة كحق مقدس بتشغيل كل الإمكانات البشرية والمادية”. وتحدث حزب النهج الديمقراطي عن “التدهور المريع للخدمات الصحية التي يعيشها المستشفى الإقليمي ابن باجة وجل المراكز الصحية بالإقليم، وأكد على أن هذا التدهور يزيد تفاقما يوما بعد يوم، ودعا مصالح وزارة الصحة إلى التفاعل مع مطالب الساكنة.
وعلى غير عادتها في التزام “الصمت” تجاه عدد من الانتقادات التي توجه إلى خدمات المستشفى، خرجت إدارته ببلاغ توضيحي، أكدت فيه على أن الطفلة التي تبلغ من العمر قيد حياتها 12 سنة، قد وصلت إلى قسم المستعجلات بالمستشفى يوم 13 غشت 2019، حوالي الساعة الثامنة مساء في حالة جد حرجة، وأوردت بأنها أعطيت لها الإسعافات بشكل مستعجل في قاعة إزالة الصدمات تحت إشراف طبيب مختص في الإنعاش والتخدير والطبيب المداوم في قسم المستعجلات، وتم إيصال جسم المريضة بأجهزة مراقبة الضغط وقياس الأوكسجين والضغط الدموي، كما هو معمول به في مثل هاته الحالات. وأضافت إدارة المستشفى بأنه تم إخضاع الطفلة للأدوية اللازمة إلا أن حالتها الصحية كانت جد حرجة، مما أدى إلى وفاتها حوالي التساعة وأربعين دقيقة في المستشفى.
وشهدت هذه المؤسسة الاستشفائية، في الآونة الأخيرة، إعطاء الانطلاقة لعدد من الوحدات به، وذلك إلى جانب مستشفى النهار. وقال بلاغ للمديرية الجهوية للصحة إن هذا المشروع يندرج في إطار تنزيل مخطط الصحة رؤية 2025 على مستوى جهة فاس مكناس لـ”تعزيز” العرض الصحي بالإقليم و”تقريب الخدمات” الصحية للساكنة بشكل يساهم في تحسين الخدمات، وتفادي “ترحيل” المرضى من قبل ذويهم إلى مستشفيات مدن أخرى كما هو الشأن بالنسبة للمستشفى الجامعي بفاس والرباط. وقال المدير الجهوي للصحة إن المستشفى الإقليمي لتازة أصبح يضاهي هذه المستشفيات من حيث التجهيزات، لكن أسابيع فقط على “توقيع” هذا الحدث، عادت الانتقادات ذاتها لتواجه أداء هذا المستشفى.