تقرير أسود يرصد أوضاع أطفال يبيعون المناديل ويمسحون زجاج السيارات في الشوارع
وليلي24
2019-07-21 على الساعة : 11:35
قضت فعاليات حقوقية، مساء أمس السبت، 20 يوليوز 2019، ساعات في مداومة حي الزهور التابعة لولاية أمن فاس، وذلك لتتبع حالة طفل يبيع المناديل الورقية تعرض لاعتداء وصف بالشنيع بشارع الوفاء بمنطقة “النرجس” التابعة لمقاطعة سايس. وجرى نقل المصاب الذي تم الاعتداء عليه بكأس زجاجي من قبل صاحب محل للأكلات الجاهزة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي، في حين دخلت الشرطة على الخط بعد تلقيها شكاية في الموضوع. وأشارت مصادر حقوقية إلى أن الاعتداء نجمت عنه إصابة الطفل يتيم الأب والأم في أحد عروق رجله اليمنى. وحالت إسعافات أولية قدمها له ممرض تواجد في عين المكان دون تفاقم وضعه.
وتم تسجيل هذا الحادث، بعد يومين فقط على إصدار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع فاس) لتقرير أسود حول وضعية أطفال الشوارع بجهة فاس، وذلك على هامش تنظيم مائدة مستديرة، يوم الخميس 18 يوليوز 2019 ، حول موضوع “حقوق الطفل بين التحديات والرهانات”، شارك فيها إلى جانب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كل من الشبكة الجهوية للنهوض بحقوق الطفل، وجمعية التنمية للطفولة والشباب والجمعية المغربية لتربية الشبيبة.
وتطرق التقرير إلى وجود انتهاكات تواجه الطفولة بالمغرب تتجلى أساسا في الاستغلال الجنسي والعنف وغياب فضاءات الترفيه… إلخ.
وقدم بدر صادق، بصفته عضوا مشاركا في الشبكة الجهوية للنهوض بحقوق الطفل فاس-مكناس، خلاصة بحث قامت به الشبكة حول وضعية الطفولة بجماعة فاس عبر مقاطعاتها الست (زواغة، أكدال، سايس، جنان الورد، المشور و المرينيين)، وخلص إلى أن أكبر كثافة للأطفال تتركز بمنطقة زواغة، حيث تنتشر الهشاشة و الفقر و تقل فضاءات الرعاية الاجتماعية و الصحية .
وأشار عبد الرحيم السليماني موفق عن الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، إلى أن الوضع الصحيح والطبيعي للأطفال هو الأسرة ولا شيء غير الأسرة ، واستعرض التجربة الألمانية الرائدة والتي تخصص مبالغ مالية مهمة للأسر التي تحتضن الطفل وتمنحه هوية، و تتابعها من أجل أن ينمو الطفل في بيئة سليمة وطبيعية حيث يحس بالدفء العائلي.
وسجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بيان سابق لها، بأن عريضة مهمة مناالأطفال بالمدينة تعيش على وقع هشاشة اجتماعية خطيرة في غياب كل أنواع الحماية والعناية المفروضة. وتطرقت الجمعية إلى أن شريحة عريضة منهم تتعرض لاستغلال في التسول وبيع المناديل وغسل زجاج السيارات، “الأمر الذي يتنافى والمواثيق الدولية والوطنية، دون أي تدخل للسلطات المعنية والمفروض فيها حماية هذه الشريحة”. وسجلت، في السياق ذاته، غياب كليا للمسابح العمومية في المدينة مما يدفع أطفال المدينة المنحدرين من أسر فقيرة، للبحث عن الترفيه والسباحة في الأودية المجاورة للمدينة وحتى النافورات الشيء الذي تكون عواقبه كارثية، كحالة وفاة طفل قبل حوالي ثلاث سنوات بسبب تعرضه لصعقة كهربائيه أثناء سباحته بإحدى النافورات. كما استعادت قضية اغتصال طفل مشرد من قبل وحش آدمي في خربة بنقبرة “باب فتوح”، وهي القضية التي هزت الرأي العام المحلي، وأدت إلى تدخل الشرطة لاعتقال الجاني، وانتهت بإدانته بخمس سنوات سجنا نافذة.