خطير..الليشمانيا تدق أبواب المناطق القروية بجهة فاس وتفضح المجالس المنتخبة

وليلي24

2019-07-19 على الساعة : 10:44

بعد تسجيل عشرات الإصابات بها في مناطق قروية بجهة درعة ـ تافيلالت، بدأت الليشمانيا في دق أبواب الدخول إلى عدد من المناطق المحيطة بمدينة فاس، حيث قالت المصادر إنه تم تسجيل عدد من الحالات في صفوف الأطفال في تجمعات سكنية بجماعة “عين الشقف” القروية التابعة إداريا لإقليم مولاي يعقوب. ولم تتمكن جريدة “وليلي” من الحصول على المعطيات الرسمية حول هذا الملف من لدن خلية الأمراض الوبائية التابعة لوزارة الصحة بجهة فاس، لكن فعاليات محلية دقت ناقوس الخطر بخصوص انتشار هذا الوباء الجلدي الذي يصيب الأطفال، ودعت مصالح وزارة الصحة إلى الكشف عن المعطيات المتوفرة بهذا الخصوص لطمأنة الرأي العام المحلي، خاصة في المناطق القروية التي تعاني من غياب حملات النظافة والتطهير، مما يؤدي إلى تراكم الأزبال، وانتشار الجرذان التي تعتبر المصدر الرئيسي لهذا الوباء.

وتعتبر اللشمانيا الجلدية من الأمراض الطفيلية التي يصاب بها الإنسان عبر لسعة بعوضة (الذبابة الرملية) تنقل المرض إلى الإنسان السليم من حيوان حامل للمرض (الجرذان) أو إنسان مريض.

وكانت وزيرة الصحة الاستقلالية السابقة، ياسمين بادو، قد سبق لها أن ووجهت بانتقادات لاذعة عندما طرح عليها سؤال في البرلمان حول المرض الذي انتشر حينها بشكل مهول في جهة درعة ـ تافيلالت، فأطلقت موجة من الضحك، وهي ترد على السؤال، مما اعتبر استفزازا لساكنة لا حول لها ولا قوة تعاني من التهميش بسبب السياسات الحكومية المتعاقبة.

وفي سنة 2017، أطلقت وزارة الصحة حملات ميدانية لمحاصرة انتشار هذا المرض الجلدي، وقالت إن هذه الحملات مكنت من رصد أزيد من 800 حالة والتكفل بعلاجها مجانا بمختلف المراكز والمؤسسات الصحية التابعة للوزارة.

وتحدثت وزارة الصحة عن تفعيلها لبرنامج وطني لمحاربة داء الليشمانيا، وذهبت إلى أنه يشمل الأطفال الممدرسين وكذا ساكنة الدواوير الموبوءة بالأقاليم والعمالات التي يتوطن بها هذا المرض. وطبقا لحصيلة سابقة، فقد تم فحص 29 ألفا و600 تلميذ بالمدارس المتواجدة بالمناطق الموبوءة، أي 60 بالمئة من الفئة الممدرسة المستهدفة.

ويسائل هذا الداء السياسات المعتمدة في مجال تأهيل المناطق القروية المصابة، خاصة وأنه ينتشر في المناطق التي تعرف غياب النظافة، مما يتوجب تدخلات استعجالية للمجالس المنتخبة ووزارة الفلاحة ووزارة الصحة. وتستدعي مواجهته أيضا حملات توعية في صفوف الساكنة. وتسجل وزارة الصحة، في معطياتها، بأن تفعيل برنامج مواجة الداء منذ سنة 2010، قد مكن من انخفاض عدد حالات الإصابة من 8707 حالات إلى 4946 حالة عام 2016.