“شاحنات” مهترئة لجمع النفايات تسائل المجلس الجماعي لتازة وتكشف أعطاب القطاع بالمدينة

وليلي24

2019-08-04 على الساعة : 18:28

عادت قضية “شاحنات” مهترئة يستعملها المجلس الجماعي لمدينة تازة لجمع الأزبال إلى الواجهة، بعدما تعطلت “بيكوب” وهي محملة بكمية “وافرة” من الأزبال في إحدى أزقة “حي غلام”، بينما اختفى السائق والعمال عن الأنظار، بعد ساعات من انتظار “إسعاف” المسؤولين في الجماعة.

وقد سبق لإفلاس قطاع النظافة في المدينة أن شكل موضوع جدل في دورات المجلس الجماعي إلى درجة أن محمد أبو الغازي، مستشار جماعي، دعا إلى العودة إلى زمن الاستعانة بالبهائم لجمع النفايات، في إشارة منه إلى اهتراء أسطول الشاحنات الجماعية بالمدينة.

والمثير للانتباه، يقول متتبعون للشأن العام المحلي، أن الجماعة تخصص كل سنة ميزانية ضخة لاقتناء قطع الغيار وإصلاح الأسطول. لكن الشاحنات تتعرض في كل مرة لأعطاب، وتجد صعوبات في استكمال مسار جمع الأزبال.

وظلت “الشاحنة” المعطوبة توزع روائحها النتنة في أزقة حي “غلام”، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، مما حول حياة الأسر في هذا الحي إلى جحيم. ولم يبالي المجلس الجماعي، خاصة مصلحة النظافة، أي اهتمام لهذه الكارثة البيئية التي تسببت أيضا في قطع الطريق على المارة.

وتشير فعاليات محلية إلى أن الشاحنات المهترئة المكلفة بمهمة جمع النفايات بالمدينة تطلق سوائل في الطرقات وفي جميع “المحطات” التي ترتادها. وتسبب هذه السوائل في إغراق الشوارع بالروائح الكريهة، وسوائل “الليكتيفيا” الملوثة للبيئة.

ولا تتوفر مدينة تازة على مطرح عمومي مهيكل، ولا تزال المدينة تتخلص من نفاياتها في مطرح “جوليان”، وهو مطرح غير عشوائي، عوض مطرحا آخر عشوائي يوجد في “طريق السبت” ويعرف بـ”المطرح القديم”.

والصادم أن عددا من الوديان المحيطة بالمدينة تحولت بدورها إلى مطارح عشوائية للنفايات، مما يهدد صحة الساكنة، خاصة وأن التخلص من الأزبال بهذه “المطارح” يؤدي إلى تلويث الوديان، وإلى إغراق الأحياء المجاورة بالروائح الكريهة.

وتشغل الجماعة عشرات من العمل العرضيين في قطاع النظافة، لكن فئة كبيرة منهم تعيش أوضاعا اجتماعية مزرية بسبب تأخر الأجور الهزيلة التي يتلقونها، وغياب الحماية الاجتماعية والصحية، وتفشي “الزبونية” التي يكرسها بعض أقطاب السياسة في المجلس الجماعي في صفوفهم، حيث أن العمال يتحثون عن منح تحفيزات لمجموعة من المقربين لهذه الأقطاب، بينما يتم تجاهل وضعية فئة كبيرة منهم. وقد سبق لهم أن دخلوا في احتجاجات مما أدى إلى إغراق المدينة بالأزبال. وفي كل مرة تضطر السلطات المحلية إلى تكليف عمال الإنعاش بمهام التدخل الطارئ للتخفيف من حدة انتشار الأزبال في الشوارع.