قصة صادمة لعملية “إحراق” مشرد بـ”الدوليو” بمدينة فاس تعيد أطفال الشوارع إلى الواجهة

وليلي24

2019-07-29 على الساعة : 10:57

تمكنت عناصر الشرطة القضائية من توقيف شخصين عرضا طفلا يعاني من حياة التشرد بمدينة فاس لعملية “إحراق” باستعمالة مادة “الدوليو”، وقررت النيابة العامة متابعتهما في حالة اعتقال احتياطي، في حين جرى نقل الضحية الذي يبلغ من العمر حوالي 15 سنة، في وضعية صحية صعبة، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات، خاصة وأن روائح كريهة أصبحت تنبعث من جسم الطفل نتيجة تعفنات تهدد حياته.

وقالت أسماء قبة، رئيسة جمعية مناهضة العنف والتشرد، إن الأمر يتعلق بطفل ظل يعيش لسنوات حياة التشرد ويتعاطى بدوره لبعض المخدرات الرخيصة، موردة بأن وضعيته الاجتماعية الصعبة هي التي تقف وراء حياة الشارع التي يعيشها، كونه طفلا لا يحمل أي هوية أو نسب، بسبب تخلي والده عنه.

وبينت التحريات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بأن الشخصين اللذين يقفان وراء عملية الحرق البشعة التي تعرض لها في أنحاء حساسة من جسمه هما بدورهما يعيشان حياة التشرد، لكنهما يكبرانه في السن. وجرت أطوار هذه القصة الصادمة في حي الأطلس، المجاورة لوسط المدينة، والتي توجد بها عدد من البنايات المهجورة يتخذها المشردون مآوي لهم، في ظل نقص مهول لمراكز إيواء لهذه الفئة التي يزداد حضورها في الشوارع بالعاصمة العلمية.

وحكى الطفل الضحية تفاصيل مرعبة عن هذا الاعتداء، وأورد بأن فتاة متشردة هي التي تولت سكب المادة على جسمه، بينما تولى متشرد ثاني إشعال النار فيها. وأشارت أسماء قبة، في تقديمها لهذه المعطيات، بأن الطفل الملقب بـ”فورورو” يعاني من حروق من الدرجة الثالثة، وأصبحت تنبعث منه روائح كريهة جراء تعفن المنطقة التي تعرضت للإصابة. ونسقت فعاليات جمعوية بكل مدينة فاس ومكناس مع إدارة المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس إجراء نقله إلى مصلحة الحروق التابعة لهذا المركز الاستشفائي، لتلقي العلاجات الضرورية، لأن حالته أصبحت صعبة وتنذر بوقوع مأساة إنسانية، نتيجة تعفن المنطقة التي تعرضت للاعتداء.