قصف المطاحن مستمر بسبب “الدقيق الذي تعافه حتى البهائم”

أمينة المستاري

ما تزال ردود الأفعال على تصريحات محمد القيري الكاتب العام للفدرالية المغربية لأرباب المخابز  العصرية والحلويات، حول جودة الخبز الذي يتناوله المغاربة، متوالية، حيث انتفض أرباب المطاحن بسبب هذا التصريح الذي اعتبروه مسا بمهنيتهم وتشكيكا للمغاربة في الدقيق الذي يدخل بطونهم.

محمد القيري أثار زوبعة بعد تصريحه بكون الدقيق المستعمل في إنتاج الخبز “لا يصلح حتى علفا للبهائم” وأن أصحاب المخابز يضطرون إلى إضافة بعض المكونات إلى “العجين” لتحسين جودة المادة الرئيسية في موائد المغاربة، مؤكدا أن ما سبق للوزير الراحل محمد الوفا ولحسن الداودي أن صرحا به صحيح.

وكانت زوبعة أثيرت في عهدهما بعد أن صرحا بأن المطاحن تنتج دقيقا “فاسدا ورديئا”، فكان تصريح الكاتب العام للفيدرالية المغربية لأرباب المخابز بمثابة زلزال حرك “عليه النحل”، خاصة أن المغاربة يستهلكون الخبز بكمية كبيرة، فرئيس أرباب المخابز اتهم القيري بمحاولة التشويش على القطاع، فيما اعتبرت  الجامعة الوطنية للمطاحن تصريح القيري “احتقار للمغاربة و احتقار للدولة” وهدد بالرد قانونيا على ادعاءات وتصريحات القيري.

عبد الكريم الشافعي رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك ورئيس الفدرالية الجهوية  لحماية وتوجيه المستهلك، العضو بالجامعة المغربية لحقوق المستهلك،  اعتبر في تصريح للجريدة 24 أن “تصريح القيري ليس الأول من نوعه، إلا أنه يمكن القول عنه” أخير ، شهد شاهد من أهلها”، وأضاف بأن الوزيران  محمد الوفا ولحسن الداودي سبق، وأن صرحا بنفس الأمر، كما أن المجلس الأعلى للحسابات سبق له أن أشار إلى مجموعة من المخالفات المتعلقة  باحترام معايير تقوية الأغذية عالية الاستهلاك، وركز على منتجات القمح الطري المقوى والقمح الصلب المقوى تتميز بنسب عالية من عدم المطابقة مع المعايير التي يحددها القانون المغربي، وأكد أن المغرب وضع إستراتيجية وطنية لتقوية الأغذية واسعة الاستهلاك لمكافحة آثار نقص المغذيات الدقيقة.

وأفاد عبد الكريم الشافعي أن الجامعة سبق لها أن حذرت من غياب السلامة الصحية في بعض المطاحن، خاصة وقد ثبت أن التعديلات التي تقع على الدقيق وإزالة الألياف الغذائية منه تتسبب في أمراض عديدة، وتشكل خطرا على الحوامل والرضع….

كما سرد مجموعة من الملاحظات التي استخلصتها الهيئة التي ينتسب إليها من قبيل أن الدقيق يكون مشبعا ببعض المواد المضرة بالصحة كنقص اليود، الحديد،…

وأضاف  أن بعض المطاحن تقوم باستعمال الخميرة الكيميائية بكمية كبيرة، وتستعمل الكلور…كما أن بعض أصحاب المخابز يضيفون الملح أو السكر مما يتسبب في السمنة، ومشاكل لمرضى السكر، كما أن بعض المخابز لا تقوم بعملية “غربلة” الدقيق خاصة التي تقوم بعجن كميات كبيرة وأكد أن شكايات عديدة للمستهلكين وردت على الجامعة بعد أن عثروا على شفرة حلاقة ” رازوار”، وحشرات…

مضيفا أن بعض الأفرنة لا تتوفر فيها الشروط الصحية بل استشهد بإحدى الزيارات التي قام بها بأحد الأفرنة التي أكد عامل بها  بأنهم يعجنون الخبز بالأرجل لكون كمية الطحين كبيرة، وطالب بناء على كل ذلك بضرورة تفعيل مراقبة جدية على الأفرنة والمخابز.

من جهة أخرى، وفي تصريح إعلامي، ثمن بعض أعضاء الفيدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات، ما جاء في بلاغ الجامعة الوطنية لحماية وتوجيه المستهلك، معتبرين أن الفيدرالية سبق وأن نادت بأغلب ما جاء في البلاغ، بل وعقدت لقاءات سابقة بشأنه.

واعتبر العضو أن المخابز مقاولات مواطنة تسعى لتقديم أحسن منتوج، وأن القطاع يعيش فوضى في الإنتاج، التوزيع والتسويق، مما يستوجب معه تدخل الحكومة بكل ثقلها، لاسيما في ظل غياب دفاتر تحملات ملزمة للجميع وترقى بمستوى القطاع. واستنكر العضو تكاثر مخابز عبارة عن “كاراجات” تفتح بشكل عشوائي في مساحات غير كافية ، في الوقت الذي تواجه فيه مخابز بمعايير خاصة، والكثير من الصعوبات من أجل الحصول على الرخصة.وحول زيادة بعض المواد من أجل تحسين الخبز، قال العضو: “ماشي    بيدينا، ماكرهناش يجينا الطحين بمواصفات جيدة، وغادي نعجنوه”.