مشروع حكومي ضخم معطل يعمق أزمة العطش في عشرات الدواوير بإقليم تاونات
وليلي24
2019-07-29 على الساعة : 18:03
انتقلت رقعة خطر العطش في منطقة تيسة بإقليم تاونات لتشمل عشرات الدواوير السكنية بالإقليم، بعدما كانت في الأيام السابقة تهدد حوالي 5 دواوير في جماعة سيدي محمد بنلحسن. وفرض هذا الوضع على الأسر بالمنطقة إلى الوقوف في طوابير برفقة بهائمهم في عيون قليلة بالمنطقة لجلب المياه، وقالت المصادر إن الساكنة المتضررة أصبحت مجبرة على أن تمضي الليل كلها وهي تنتظر دورها لجلب المياه أمام الازدحام الشديد على العيون. ويضطر أصحاب العربات المجرورة إلى الانتقال إلى سد الحسن الأول، وقطع مسافة طويلة لجلب المياه. ودقت فعاليات محلية ناقوس الخطر أمام تنامي حدة المشكل، واتساع رقعته، دون أن تتدخل السلطات المحلية والمكتب الوطني للكهرباء لاتخاذ إجراءات مستعجلة لتجاوز المحنة التي تهدد بنفوق عشرات المواشي في “ضيعات” الكسابة بمنطقة تعتمد على الفلاحة كمورد أساسي للعيش.
وكشف مسؤول في المجلس الإقليمي لتاونات، في اتصال لـ”وليلي24″ به، بأن المشكل تتحمله القطاعات الحكومية ذات الصلة، خاصة الوزارة المكلفة بقطاع الماء والتي سبق لها أن وعدت بمشروع ضخم لتزويد الجماعات بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد ادريس الأول، وذلك بشراكة مع وكالة يابانية. لكن هذا المشروع يواجه مصيرا مجهولا، دون أن تكشف المصالح الحكومية المعنية عن ملابسات هذا التعثر الذي تؤدي الساكنة والمجالس المنتخبة ضريبته.
وقد سبق لجريدة “وليلي24” أن سلطت الضوء على قضية العطش الذي يخيم على سماء عدد من التجمعات السكنية بالإقليم. لكن فعاليات محلية قالت إن الجهات المسؤولة لم تحرك أي ساكن لمعالجة هذا الوضع الناجم عن أعطاب في سقايات أحدثها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالقرب من عدد من التجمعات السكنية. وفي كل مرة يقصد فيه المتضررون مكتب هذه المؤسسة والذي يوجد مقره بمركز جماعة “عين كدح”، إلا ويكون الجواب بأن التدخل سيتم في القريب العاجل. واستغربت المصادر من استخفاف المسؤولين بهذا الوضع.
وأشار مسؤول جماعي، وهو يقدم توضيحات في هذا الشأن، بأن جماعة سيدي محمد بنلحسن سبق لها أن أحدثت عددا كبيرا من السقايات في مختلف الدواوير التابعة. وأضاف بأن المشكل يقع على عاتق الجهات الحكومية المعنية بقطاء الماء، ومعها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والذي يتوفر على خزان لتزويد المنطقة بالماء يعود إلى بداية الاستقلال. ورغم أن المنطقة عرفت توسعا عمرانيا كبيرا، وارتفاعا في عدد السكان، إلا أن المكتب لم يطور من بنياته التحتية الأساسية، وبقي الصبيب الذي يقدمه جامدا، مما يؤدي إلى نقص مهول في هذه المادة الحيوية.
وطرحت قضية العطش في حراك اجتماعي عاشه إقليم تاونات منذ ثلا سنوات، مما استدعى خروج العامل السابق للإقليم، حسن بلهادفة من مكتبه المكيف إلى الميدان، وذلك لعقد لقاءات تواصلية كان الغرض منها إلى الاستماع إلى نبض الشارع المحلي. وفي إحدى لقاءاته بمنطقة تيسة مع الفعاليات الجمعوية، فاجأه أحد المواطنين بحديثه صادم حول قضية الماء الصالح للشرب، وقال بأن الساكنة لم تعد تجد حتى الماء الكافي للوضوء، مما جعل عددا من المصلين يلجؤون إلى التيمم لمدة شهرين لأداء الصلوات الخمس. ووعد العامل السابق بالتدخل، لكن مرت سنوات على هذا اللقاء، وبقي الوضع على ما هو عليه.