مشروع مخطط “مكناس الكبير” يواجه المصير المجهول بعد ترويج ضخم ووعود بالتنفيذ

وليلي24

2019-08-01 على الساعة : 16:52

مرت أكثر من ثلاث سنوات على الترويج الإعلامي الكبير الذي رافق مشروع “مكناس الكبير” بحضور عدد من الشخصيات التي تمثل وزارة الداخلية والمنتخبين المحليين، دون أن يعرف المتتبعون مصيره. وقال والي جهة مكناس ـ تافيلالت، حينها، محمد القادري، إن المشروع أحيل على مصالح وزارة الداخلية لدراسة إمكانيات تمويله. ومباشرة بعد اعتماد التقسيم الجهوي الجهوي، وإعفاء الوالي السابق الذي أشرف على حملة الترويج للمشروع بحضور عدد من مكاتب الدراسات ذات الحضور الوازن على الصعيد الدولي، توقفت عملية تتبع إجراءات هذا المشروع الذي علقت عليه ساكنة المدينة آمالا كبيرة لإخراج العاصمة الاسماعيلية من تدهور البنيات وضعف الاستثمارات.

وعقدت السلطات المحلية، في سنة 2015، لقاء ترأسه كل من محمد فوزي، المفتش العام للإدارة الترابية ومحمد القادري، والي جهة مكناس تافيلالت، حينها، من أجل تدارس مخطط مشروع تنمية مكناس الكبرى .

وقدم المنظمون خلال هذا اللقاء تجارب مجالات حضرية مشابهة لمجال مدينة مكناس، من أجل استخلاص العبر الممكنة للخلوص إلى تصور واضح حول مشروع مكناس الكبير . وحضر اللقاء “ماكنزي”، الرائد العالمي في الاستشارات للمؤسسات الدولية، و”كابطال كونسيليتين”، الرائد على مستوى المغرب وأفريقيا، كاستشاري في مجال التدبير وتقنيات التواصل على الحكامة المحلية ورهاناتها، ومكتب “فليانس كونسليتين”، الاستشاري في الاستراتيجيات.

وشهد اللقاء حضور أزيد من 1500 شخص، يمثلون مختلف الهيئات السياسية والنقابية والمجتمع المدني بالإقليم، إلى جانب مسؤولين من وزارة الداخلية، وممثلو القطاع الخاص والغرف المهنية، والمصالح الخارجية والمؤسساتيون، وممثلو المنابر الإعلامية.

وقدم الوالي السابق، محمد قادري عرضا تضمن أهم محاور برنامج تنمية مكناس الكبير 2015 –2020 ، وقال إن هذا المشروع يهدف الى الرقي بالعاصمة الإسماعيلية وجعلها ذات قوة تنافسية وجاذبية واسترجاع جاذبيتها وجماليتها وعبقها التاريخي وتميزها كمدينة مصنفة ضمن التراث العالمي، وتوفير مناخ عيش يليق بتطلعات ساكنتها.

وتم تقديم مشروع “مكناس الكبير” على أنه يرمي إلى تجاوز غياب رؤية واضحة للتنمية يتقاسمها مختلف الفاعلون المحليون من جماعات ترابية، ومصالح غير ممركزة للدولة، ومجتمع المدني وغيرها. وتحدث المتدخلون في هذا اللقاء على أن مجال مكناس الكبير عدة تحديات اقتصادية واجتماعية ومجالية بالرغم من توفره على مؤهلات هامة بشرية وتاريخية وثقافية وسياحية وطبيعية واقتصادية.

وقدم المشروع على أنه يرتكز على ثلاث مرتكزات أساسية، أولها إنجاز تشخيص مجالي، يليها بلورة رؤيا متعددة المحاور الإستراتيجية، أما المرتكز الثالث فيتمثل في وضع برنامج عمل آني (2015) وآخر على مدى المتوسط ( 2016-2020).

وبخصوص برنامج العمل الآني لهذا المشروع، فإنه حسب البرنامج المقدم يهدف إلى إعادة تهيئ الطرق والفضاءات العمومية والمساحات الخضراء والإنارة العمومية والنظافة وتحسين الواجهات، وتسريع برامج المباني الآيلة للسقوط ، مدن بدون صفيح، وتحسين ظروف النقل والتنقل، وتحسين جودة الخدمات العمومية. كما يهدف إلى تعزيز ثقة المقاولة والمستثمر وذلك عن طريق تفعيل اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال، وتبسيط المساطر الإدارية المتعلقة برخص التعمير باعتماد الشباك الإلكتروني، ورفع وتيرة إنجاز الاستثمارات العمومية، وتشجيع الاستثمار الخاص وتسريع وتيرة تسويق وإنجاز المشاريع بالقطب التنافسي للصناعات الغذائية: أكروبوليس، وإحداث شركات للتنمية المحلية.

وبخصوص برنامج العمل المتوسط المدى (2016-2020) الذي يندرج في اطار تقوية و تفعيل العمليات المبرمجة، فيهدف الى تقوية البنية الاقتصادية وإنعاش الشغل وتأهيل البنية التحتية والمشهد الحضري بالإضافة الى تحسين ظروف العيش وتقوية التماسك الاجتماعي.