معطيات صادمة حول روائح كريهة تنبعث من مستودع الأموات بالمستشفى الغساني بفاس
وليلي24
2019-07-21 على الساعة : 10:05
تشتكي ساكنة الأحياء المجاورة لمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الغساني بمدينة فاس من روائح كريهة تنبعث، بين الفينة والأخرى، من المستودع الذي يقدم على أنه أصبح متهالكا ولم يعد يصلح لاستقبال أعداد كبيرة من الجثث التي تحال عليه. ولم يبادر المجلس الجماعي للمدينة، والذي يتبع له المستودع، لاتخاذ إجراءات لتجاوز هذا الوضع، رغم أن هذا المجلس في عهد العمدة الاستقلالي السابق، حميد شباط، بتنسيق مع متدخلين آخرين، قد قام بتشييد مستودع جديد بمواصفات تقنية حديثة.
ولا يزال المستودع الجديد الذي تم استكمال بنائه في سنة 2015، مغلقا. وتتحدث المصادر على أن العمدة الأزمي، عن حزب العدالة والتنمية، رفض إعطاء الانطلاقة للعمل في المستودع الجديد. وتتحدث المصادر على أن هذا الرفض يتم تبريره بمشكل مرتبط بطريق غير مهيئة توصل إلى المستودع.
ورغم تناسل الشكايات والاحتجاجات، وطرح القضية في البرلمان، فإن المجلس الجماعي للمدينة لم يسبق له أن أعطى توضيحات رسمية بخصوص ملف هذا المستودع الجديد.
وتصاب ثلاجة حفظ الموتى في المستودع القديم بأعطاب، مما يؤدي إلى تعفن الجثث، وتنتشر روائح كريهة في الأحياء المجاورة. ويشير السكان المجاورون إلى أن هذا الوضع يهدد صحتهم. فيما تورد أسر المتوفين الذين تتم إحالة جثثهم على المستودع بأن هذا الوضع يمس بكرامة الموتى. أما الموظفون العاملون في المجال، فإنهم يواجهون صعوبات في العمل بمستودع متهالك لم تعد بنيته ملائمة للاشتغال.
وإلى جانب هذا الوضع، فإن الأسر تشتكي من قلة الموارد البشرية العاملة في هذا المجال، مما يؤدي إلى طول مدة الانتظار لاستكمال إجراءات تسلم جثث ذويهم حتى يتأتى لهم نقلها إلى مناطق بعيدة لإتمام إجراءات الدفن.
وأقر وزير الصحة، أنس الدكالي، في رد على أحد الأسئلة التي وجهت إليه في هذا الصدد، بأن هذا المستودع الاموات “يعرف ضغطا كبيرا نظرا لكونه يستقبل الجثث من جميع الأقاليم لا سيما المودعة بموجب قرارات السادة وكلاء الملك بمختلف أقاليم الجهة. اضافة الى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس”. وذكر بأن هذا الضغط قد دفع إلى بناء مستودع للأموات بلدي محادي لمستشفى الغساني بمواصفات عالية وطاقة استيعابية مهمة تتلاءم و حجم المدينة ومحيطها وذلك في إطار اتفاقية شراكة بين المديرية الجهوية للصحة فاس بولمان والمجلس الجماعي لفاس. لكنه أكد بأنه “سيتم الشروع بتشغيل المستودع البلدي الجديد فور انتهاء اشغال تعبيد الطريق المؤدية إليه واستكمال التجهيزات والربط الكهربائي من طرف صاحب الصفقة (Maitre d’oeuvrage)، و الذي هو المجلس الجماعي لفاس”، وهو مشروع تعبيد ظل عالقا منذ سنوات، رغم حيويته.