نزلاء في أكبر خيرية بفاس: “يتوصلون بأكباش العيد من المحسنين ويقدمون لنا الأرز في الوجبات
وليلي24
2019-08-13 على الساعة : 10:27
عادت المؤسسة الخيرية الإسلامية بفاس، والتي يوجد مقرها في “باب الخوخة” بالقرب من فاس العتيقة، إلى واجهة الأحداث، في يوم عيد الأضحى، بعدما خرج مجموعة من النزلاء ليفجرون قضية اختلالات في تدبير شؤونها، مطالبين مصالح وزارة الداخلية بفتح تحقيق لتصحيح الأوضاع. ومن أبرز التصريحات الصادمة التي رددها هؤلاء النزلاء تأكيدهم على أن المشرفين على تدبير المؤسسة يقدمون لهم وجبات “الأرز” يوم عيد الأضحى المبارك، رغم أن هذه الخيرية تتوصل بأكباش العيد من قبل عدد من المحسنين.
وجرى تصوير أشرطة فيديو برز فيها رئيس المؤسسة الخيرية، البرلماني التجمعي السابق، محمد مفيد، وهو يشرف على إدخال أضاحي العيد التي توصلت بها هذه الخيرية من قبل محسنين، وذلك في سياق مجهود لـ”تلميع” صورة المؤسسة التي أصيبت في الآونة الأخيرة بخدوش جراء خرجات متكررة لمجموعة من النزلاء يرسمون من خلالها صورة قاتمة عن أوضاع الإقامة بها، وما تبه ذلك من مواد إعلامية تتبعت تداعيات هذه القضية. وحرصت المؤسسة على نشر صور في صفحتها على الفايسبوك للتأكيد على جودة الخدمات التي تقدمها لفائدة النزلاء، احتفالا بالعيد.
ووصف البرلماني التجمعي السابق، محمد مفيد، والذي يترأس هذه المؤسسة منذ ما يقرب من 25 سنة، صحفيين تتبعوا هذه القضية بـ”الأقلام المأجورة”، لكن دون أن يشير إلى أي صحفي بالإسم، وذلك في معرض رده على الانتقادات التي ووجه بها وجلها يتعلق بظروف عيش نزلاء في جناح الأطفال والمرضى النفسانيين.
ويشير النزلاء في تصريحاتهم الأخيرة، التي تم تداولها يوم العيد، إلى أنهم لا يستفيدون هذا اليوم من لحوم الأضاحي التي تقدم للمؤسسة من قبل المحسنين، مما دفعهم إلى توجيه نداء إلى الأيادي البيضاء التي تمد لفائدة المؤسسة بالحرص على ذبح الأضاحي والإشراف على تقديم لحومها لهم لكي يفرحوا بدورهم بهذه المناسبة الدينية.
وتعد المؤسسة الخيرية الاسلامية من المؤسسات الاجتماعية العريقة بالمدينة. وتحتضن ما يقرب من 450 نزيلا، ضمنهم مسنون وأطفال ومشردون ومرضى نفسانيون.
وتتوفر المؤسسة على مداخل توصف بالمهمة، ومنها الضريبة على الذبح التي تحول لها من قبل المجلس الجماعي. وكان العمدة الاستقلالي السابق، حميد شباط قد أوقف صنبور هذا الدعم بعد خلافات سياسية طاحنة بينه وبين رئيس الخيرية. وأفرج العمدة الأزمي عن المتأخرات التي أوقفها العمدة السابق. وبلغت هذه المتأخرات، بحسب رئيس الخيرية، حوالي 240 مليون سنتيم.
كما تتوفر المؤسسة على ممتلكات تستفيد من مداخل كرائها. وتحظى بدعم سنوي لكل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومديرية التعاون الوطني.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس المؤسسة بأن ميزانية الخيرية واضحة، وبإمكان أي شخص أن يطلع عليها لدى إدارة المؤسسة أو لدى السلطات المحلية، تطالب فعاليات محلية من الداعمين بضرورة تتبع صرف الدعم. كما تطالب من الوزارة الوصية بتتبع تنفيذ مقتضيات القانون 14ـ05 المنظم لمراكز الرعاية الاجتماعية.