إقليم الحاجب ..يفتقر لمستشفى الولادة.

بقلم :ذ ـ يوسف السوحي

لازالت مأساة ساكنة إقليم الحاجب مع غياب مستشفى للولادة ، تتكرر بشكل درامي مع كل حالة وضع، ولازال المسؤولين عن الوضع الصحي بعمالة الحاجب، يتهربون من الإجابة عن سبب افتقار معظم الجماعات الترابية بالإقليم والتي يصل عددها الى 16 بين قروية وحضرية إلى دور للولادة ، بل يعلقون فشلهم على مستشفيات المدن المجاورة ،ويتم المغامرة بالنساء الحوامل ،عبر ارسالهم إلى  المستشفى الجامعي بفاس او مستشفى بانيو بمكناس ،مما تضطر معه الحوامل إلى تحمل نفقات الولادة في مصحات القطاع الخاص.

إن الحق في الصحة كمفهوم كوني إنساني ،يتجاوز  الحدود الجغرافية بين الأقاليم  والعمالات، ولا يرضخ لنزوات السياسيين أو الإداريين ،بل يجب ان يضعه المسؤولين على إقليم الحاجب كأولوية الأولويات، لتخليص الساكنة من هاجس ظل يرعبهم لعقود من الزمن، وعلى الساهرين على تذبير وتسيير الشأن العام المحلي بمختلف الجماعات التابعة للإقليم ،العمل على توحيد الجهود لبناء وتشييد مستشفى إقليمي من الجيل الجديد خاص بالولادة، وتدارك النقص الكبير في المنظومة الصحية بالإقليم، فلا يعقل على سبيل المثال لا الحصر ،ان نجد جماعة حضرية سبع عيون يتجاوز عدد سكانها 28 ألف نسمة ،لا تتوفر سوى على مركز صحي يتيم يعود تشييده إلى زمن الاستعمار الفرنسي، ولا وجود لدار الولادة ولا لقسم الجراحة …، بل المؤسف هو غياب مركز صحي يعنى بالأمراض المزمنة خصوصا مرضى القصور الكلوي والذي يتجاوز عددهم 25 حالة ،تضطر إلى السفر في اتجاه الحاجب أو مكناس  على حسابها الخاص.

إن محدودية العرض الصحي وتعثر التنمية المحلية المستدامة بإقليم الحاجب تعودان لغياب تشخيص حقيقي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعدم تشجيع الاستثمار بل التحفيز عليه ،وانعدام رؤية استراتيجية تنبثق من تشخيص تشاركي ودراسات قبلية وبرامج للتنمية لمختلف الجماعات الترابية، يمكنها الحد من النقص الحاد الذي تعانيه المنظومة الصحية والاقتصادية بالإقليم .