متابعة : احمد الزينبي
تعاني جماعة رأس الواد، بإقليم تاونات، من تأخر تنموي واضح، أصبح حديث الساكنة المحلية، التي ترى أن منطقتها لا تزال خارج أولويات السياسات العمومية، رغم مرور سنوات من المطالب والاحتجاجات. أبرز مظاهر هذا التأخر تتمثل في غياب مستشفى محلي، ومشاكل حادة في التزود بالماء الصالح للشرب، إلى جانب نقائص متعددة في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
ويعتبر غياب مستشفى أو مركز صحي مجهز من أبرز مظاهر التهميش الصحي الذي تعاني منه ساكنة الجماعة. حيث يضطر المرضى، بمن فيهم الحالات المستعجلة، إلى التنقل نحو مدن بعيدة مثل فاس أو تاونات، بحثًا عن العلاج، في غياب سيارات إسعاف مجهزة وفي ظل رداءة الطرقات. وتحدث مواطنون عن وفاة حالات بسبب التأخر في الوصول إلى المراكز الطبية، ما يضع حياة الناس على المحك يوميًا.
ورغم أن جماعة رأس الواد تقع في منطقة معروفة بتنوعها الطبيعي، إلا أن مشكل الماء الصالح للشرب لا يزال يؤرق الساكنة. فالكثير من الدواوير تعاني من قلة الماء الشروب خاصة في فصل الصيف، مما يضطر الأسر إلى اللجوء إلى شراء المياه بصهاريج متنقلة، في ظروف تثقل كاهلهم المالي وتعرض صحتهم للخطر.
ويشتكي السكان أيضًا من غياب فرص التشغيل، وندرة المشاريع التنموية التي يمكن أن تنعش الاقتصاد المحلي. كما أن البنية التحتية من طرق، وإنارة، ومرافق اجتماعية، تعرف ضعفًا كبيرًا، وتبدو آثار الإهمال واضحة في مختلف أنحاء الجماعة.
وفي ظل هذه الوضعية، تطالب جمعيات المجتمع المدني وساكنة المنطقة بتدخل عاجل من الجهات المختصة، من أجل بناء مستشفى محلي يوفر الحد الأدنى من الخدمات الصحية وحل مشاكل الماء الصالح للشرب بشكل جدري بالإضافة الى توفير البنيات التحتية الأساسية وتنشيط عجلة الاقتصاد المحلي كما أكدت فعاليات محلية أن “التنمية لم تصل بعد إلى رأس الواد، رغم مرور عقود من الشعارات”، مشددين على أن “الكرامة تبدأ من الماء والعلاج والتعليم”.
وتبقى جماعة رأس الواد التابعة لإقليم تاونات، بكل ما تزخر به من مؤهلات بشرية وطبيعية، لا تزال تنتظر التفاتة حقيقية من الدولة والمنتخبين، لوضع حد لمعاناة الساكنة، وتوفير شروط العيش الكريم، في إطار عدالة مجالية تضمن المساواة بين مختلف جهات المملكة.

