جرسيف… مدينة خارج حسابات التنمية: شباب مهمّش وخدمات مهترئة

تعاني الجماعة الحضرية لمدينة جرسيف من وضعية تنموية متدهورة أصبحت حديث الشارع المحلي، في ظل غياب مؤشرات التنمية المستدامة، وتراجع جودة الخدمات العمومية، وسط صمت الجهات المسؤولة وتنامي معاناة الساكنة.

يمثل واقع البنية التحتية بجرسيف عنوانًا بارزًا لفشل السياسات المحلية في مواكبة حاجيات الساكنة، إذ تشهد عدد من الأحياء والأزقة طرقات محفرة، أرصفة مكسرة، ومجاري مياه مهترئة، دون أي تدخل جاد للإصلاح أو التهيئة.

اما بالنسبة للإنارة العمومية هي الأخرى لا تزال تعرف ضعفًا كبيرًا، حيث تعاني أحياء كاملة من انعدام أو ضعف الإنارة ليلاً، نموذجا قرب محطة القطار ما ينعكس سلبًا على الأمن العام ويخلق حالة من الخوف لدى المواطنين، خصوصاً النساء والأطفال.

إذا تجولت في مدينة جرسيف بحيث لا تخطئ العين حجم الكارثة البيئية التي تعيشها المدينة، إذ تنتشر أكوام الأزبال بشكل يومي في الشوارع والساحات والأسواق، مما يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا حقيقيًا، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ومعضلة الازبال التي أصبحت حديث القاصي والداني عبر وسائط التواصل الاجتماعي ووصل صيت الحاويات المرقعة إلى كل الأصقاع.

Ad image

الساكنة تعبّر عن سخطها الشديد من ضعف خدمات النظافة،  الجهة المسؤولة فشلت في تغطية مختلف الأحياء، وسط غياب الحاويات، وقلة الموارد البشرية، وتدني جودة التدبير.

أما فيما يخص التمدرس فقد اختتم الموسم الماضي على وقع نقص في وسائل النقل ووجود عدة مشاكل في هذا القطاع.

قطاع الرياضة  في مدينة كرسيف هو يعاني أيضا من اكراهات حقيقية نتيجة السياسات المتبعة بالإقليم فريق حسنية جرسيف الذي عمر لعقود غاب عن الوجود نتيجة اكراهات مالية وتنظيمية عان من توفير حتى النقل ولم يتم الاستجابة للفريق ، ملاعب القرب  هي بدورها أغلقت في فصل الصيف مما عرف امتعاضا لدى الشباب توج بتوقيع عريضة لأزيد من 400 شخص لفتح ملاعب القرب حيث استجابت عمالة الإقليم لهذا المطلب ، بالإضافة الى غياب دور جمعيات المجتمع المدني ليقوم بدور التوعية والتأطير اذ يعتبر قوة اقتراحية تساعد في اتخاذ القرارات.

الوضع الصحي في مدينة جرسيف لا يختلف كثيرًا عن غيره حيث يشتكي المواطنون من قلة الأطر الطبية، والأدوية، وضعف المعدات، وطول المواعيد الطبية في المستشفى الإقليمي، إضافة إلى غياب التخصصات الحيوية، وان  المرضى يضطرون في كثير من الأحيان إلى التنقل نحو مدن مجاورة كوجدة والناظور لتلقي العلاج، وهو ما يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود.

رغم حصول عدد كبير من الشباب الجر سيفي على شواهد جامعية وتقنية، إلا أن واقع البطالة لا يزال يخيم على المشهد المحلي، بسبب غياب المشاريع الاستثمارية، وركود الأنشطة الاقتصادية، وانعدام فرص الشغل.

يؤكد عدد من الشباب أنهم يعانون التهميش والإقصاء من البرامج الحكومية، متسائلين عن دور المسؤولين المحليين في جذب فرص الشغل وتحسين الوضع الاقتصادي للإقليم .

Ad image

ساكنة جرسيف تطالب بتدخل  السيد عبد السلام حتاش عامل الإقليم  المعروف بصرامته لإنقاذ المدينة من التهميش، وفي ظل ما تعانيه  ساكنة جرسيف من تدهور في الخدمات الأساسية، وانتشار الأزبال، ورداءة البنية التحتية، وارتفاع البطالة في صفوف الشباب، حيت تعالت أصوات الساكنة المحلية مطالبةً بتدخل عاجل للسيد عامل إقليم جرسيف.

وترى الساكنة أن الوضع الحالي لم يعد يُحتمل، وأن الوقت قد حان لتفعيل آليات الرقابة والمحاسبة، والدفع بعجلة التنمية المتوقفة، من خلال تأهيل البنية التحتية، تحسين الخدمات الصحية، تعزيز الإنارة العمومية، وتنظيم قطاع النظافة، مع العمل على إيجاد حلول واقعية لمعضلة بطالة الشباب، خصوصاً حاملي الشهادات.

ووجهت فعاليات مدنية وحقوقية نداءً مباشراً إلى السيد العامل من أجل القيام بزيارات ميدانية لمختلف أحياء المدينة، والاستماع لانشغالات المواطنين، وفتح قنوات تواصل حقيقية بين الإدارة الترابية والمجتمع، بما يُعيد الثقة ويبعث الأمل في مستقبل تنموي أفضل.

في مدينة كجرسيف، لا يُقاس الزمن بالساعات، بل بحجم الانتظارات المؤجلة والوعود المكسورة. أزقتها شاهدة على الإهمال، وجدرانها تروي بصمتٍ حكايات شبابٍ حُرموا من الأمل، وعائلاتٍ تَعايشت مع التهميش كقدر يومي، وان مدينة جرسيف ليست مجرد مدينة مهمّشة، بل صرخة صامتة في وجه اللامبالاة، ومرآة تعكس فشل السياسات العمومية في الوصول إلى المواطن البسيط.

إنها مدينة تنبض بالحياة رغم الجراح، وتنتظر فقط من يُنصت لهمومها، لا من يُلقي خطابات منمقة خلف مكاتب مكيفة.

لقد تعب الناس من الشكوى، واكتفوا بالصبر… لكن للصبر حدود، والكرامة لا تُؤجل.

متابعة :محمد خيي

منسق الجمعية المغربية للكرامة وحقوق الانسان وحماية المال العام بإقليم بجرسيف

 

 

 

Share This Article
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *