صرخة من قلب المدينة العتيقة بفاس: من يوقف العبث العمراني؟

فاس – سيدي صافي، الطالعة الصغيرة

في قلب المدينة العتيقة لفاس، المصنّفة ضمن التراث العالمي المحمي من طرف منظمة اليونسكو منذ سنة 1981، تُرفع صرخة استغاثة من ساكن متضرر، بعد أن سُمح لجاره بفتح نافذة مطلّة مباشرة على وسط منزله السكني، ضاربًا بعرض الحائط كل الأعراف المعمارية والقانونية التي تنظم التعديلات في نسيج عمراني حساس وتاريخي.

المدينة العتيقة، التي يُفترض أن تحظى بحماية صارمة من أي تعديل غير مدروس، تعرف اليوم اختراقًا خطيرًا لمعايير البناء والترميم، حيث سُمح -بشكل يطرح علامات استفهام- بترخيص أعمال ترميم انتهت بشقوق خطيرة في جدران المنازل المجاورة، بل وتطاولت على حرمة الحريم الداخلي للسكان بفتح نافذة تنتهك خصوصيتهم وسكينتهم.

يتساءل المتضرر، القاطن بجوار المنزل موضوع الترخيص، عن الجهة المسؤولة التي منحت الإذن بمثل هذه الأشغال، التي لا تُراعي التوازن الهندسي الدقيق للبيوت المتراصة في الأحياء العتيقة. هل تم احترام ضوابط الوكالة الحضرية؟ هل مرت الأشغال عبر قنوات لجنة اليونسكو المحلية؟ أين دور مصلحة التعمير بجماعة فاس؟ وأين حضور مفتشية الآثار والمعالم التاريخية في ملفات من هذا النوع؟

Ad image

إن السماح بفتح نوافذ على منازل الجيران في حي ضيق كـ”سيدي صافي” لا يشكل فقط تعديًا على الخصوصية، بل يُحدث تغيّرات في البنية الإنشائية تؤدي، كما هو حاصل، إلى تصدعات قد تهدد سلامة الأرواح.

المتضرر يطالب برفع هذا الضرر قبل أن تتفاقم الأوضاع، داعيًا إلى تدخل فوري من السلطات المختصة، سواء المحلية أو التراثية، لإعادة الأمور إلى نصابها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تضيع المدينة العتيقة بين مطرقة الإهمال وسندان العشوائية.

فاس ليست مجرد حجارة، إنها ذاكرة أمة

Share This Article
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *