فرار جنرال جزائري بارز إلى إسبانيا يربك النظام: “ناصر الجن” خارج البلاد بعد إقالته من المخابرات الداخلية

متابعة : احمد الزينبي

كشفت مصادر إعلامية جزائرية متطابقة عن تطور مثير في المشهد الأمني الجزائري، تمثل في فرار الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بلقبه الأمني ناصر الجن، نحو إسبانيا، وذلك بعد أشهر قليلة من إقالته من رئاسة المخابرات الداخلية الجزائرية.

في مقطع فيديو نشره على قناته بمنصة “يوتيوب”، أعلن الإعلامي الجزائري عبدو السمار أن الجنرال الهارب فرّ سرًّا من الجزائر إلى الخارج، دون أن يكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن طريقة خروجه من البلاد، إلا أنه أشار إلى أن الأمر تم بعيدًا عن أعين السلطات وبشكل غير رسمي.

أما الصحفي الجزائري وليد كبير، فقد ذهب أبعد من ذلك، حيث أكد في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك أن ناصر الجن غادر التراب الجزائري على متن قارب سريع في عملية أقرب إلى الهجرة السرية، نحو السواحل الإسبانية، في مشهد وصفه متابعون بـ”غير المسبوق” بالنسبة لمسؤول أمني بهذا الحجم.

Ad image

يُعد عبد القادر حداد، الملقب بـ”ناصر الجن”، من أبرز الوجوه الأمنية في الجزائر خلال العقود الأخيرة، ويُوصف داخل الأوساط الإعلامية والسياسية بـ”اليد السوداء” للنظام، نظرًا لدوره في ملفات الاغتيالات والاختطافات والتصفية السياسية، منذ ما يُعرف بـ”العشرية السوداء” في التسعينيات، وحتى إقالته الأخيرة في ماي 2025.

وتداولت تقارير حقوقية وإعلامية اسمه في ملفات محاولات تصفية معارضين جزائريين في أوروبا، من بينهم: هشام عبود: الذي كان ضحية لمحاولة اختطاف في إسبانيا، أمير بوخرص (أمير ديزاد): الذي تعرّض لمحاولة استهداف مماثلة في فرنسا.

ليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول عبد القادر حداد، فقد سبق أن نُفي إلى إسبانيا بعد إقالة سابقة، قبل أن يعود إلى الجزائر بعد وفاة قائد الأركان السابق أحمد قايد صالح، ليُعيَّن مجددًا على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي، الذراع الأكثر حساسية داخل أجهزة المخابرات الجزائرية.

لكن تعيينه الأخير لم يدم طويلاً، إذ تمت إقالته مجددًا في ماي الماضي، وسط تكهنات بصراعات داخلية محتدمة بين أجنحة النظام العسكري في الجزائر.

يأتي فرار “ناصر الجنفي وقت تعرف فيه الجزائر توترات سياسية داخلية، وتضييقًا على المعارضين في الداخل والخارج، الأمر الذي يجعل من هذا الحادث تطورًا خطيرًا قد يحمل أبعادًا تتجاوز مجرد هروب مسؤول أمني.

ويرى مراقبون أن هذا الحدث قد يكشف خفايا صراع الأجهزة الأمنية داخل النظام

امام فتح الباب أمام تسريبات حساسة من طرف الجنرال الفار حيث يضع الجزائر في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، خاصة إذا ما تم تأكيد تورط “الجن” في عمليات خارج القانون ضد معارضين خارج التراب الجزائري.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية بشأن هذه التسريبات، ما يعزز من فرضية صحتها في ظل صمت مريب تزامن مع تداول واسع للخبر عبر مواقع إعلامية وصفحات جزائرية مستقلة.

Ad image

 

Share This Article
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *