متابعة : توفيق الكنبور
في مشهد مؤلم يعكس حجم التحديات التي تواجهها الجمعيات النشيطة في خدمة الفئات الهشة، خاضت أطر جمعية الكرامة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تاهلة في تازة صباح اليوم وقفة احتجاجية احتجاجًا على ما وصفوه بالقرارات التعسفية والانتقامية التي اتخذها رئيس الجمعية مؤخراً، والتي تهدد بشكل مباشر مسار العمل وجودة الخدمات المقدمة للأطفال المستفيدين.
تأتي هذه الوقفة الاحتجاجية بعد أن عمد رئيس الجمعية إلى تغييرات جذرية ومفاجئة في مهام الأطر، وإدخال تعديلات قسرية على البرمجة التي وضعتها الإدارة سابقًا، مستغلاً منصبه للتصرف بعشوائية بعيدًا عن المصلحة العامة، وموظفًا هذه التعديلات لتصفية حسابات شخصية وصراعات داخلية، كان ضحيتها في المقام الأول الأطفال الذين يعتمدون على خدمات الجمعية بشكل يومي.
ووفق شهادات حصرية من بعض الأطر المشاركين في الوقفة، فإن الرئيس يسعى إلى فرض نظام إقصائي يهدف إلى استبدال الأطر المهنية والملتزمة بأخرى مطيعة، لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم أو الدفاع عن حقوق الأطفال، حتى لو كان ذلك يعني المساهمة في تدهور جودة الخدمات. وقد عبر المحتجون عن استيائهم الشديد من هذا النهج الذي يهدد استقرار الجمعية ويجعلها ساحة للصراعات الإدارية على حساب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال أحد الأطر المحتجين: “نحن هنا لا ندافع عن مصالح شخصية، بل عن حقوق الأطفال الذين يحتاجون إلى بيئة عمل مستقرة ومهنية تضمن لهم أفضل رعاية ممكنة. قرارات الرئيس الأخيرة تخالف كل القيم والمبادئ التي تأسست عليها الجمعية، وتضرب في صميم جهودنا ومسؤولياتنا تجاه هذه الفئة المستضعفة.”
في ظل هذه الأوضاع المتوترة، ناشدت أطر جمعية الكرامة عامل صاحب الجلالة على إقليم تازة وباشا مدينة تاهلة التدخل العاجل لإنقاذ الجمعية من الانزلاق إلى فوضى إدارية قد تضر بمصالح الأطفال وتعيق تقديم الخدمات بشكل سليم ومنظم، مؤكدة على ضرورة إعادة الأمور إلى نصابها بما يحفظ استمرارية العمل ويحمي حقوق الجميع دون تمييز أو استبداد.
هذه الوقفة الاحتجاجية ليست مجرد تعبير عن رفض قرارات فردية، بل هي نداء لإنقاذ مؤسسة تمثل الأمل بالنسبة لآلاف الأطفال وأسرهم، وتجسد مسؤولية مجتمعية تجاه الفئات الأكثر احتياجاً في وطننا.
تظل جمعية الكرامة في تاهلة نموذجًا للعمل الإنساني والتضامني الذي لا يحتمل أن يُهدد بمصالح ضيقة أو صراعات شخصية، بل يجب أن يُحفظ ويُطور بما يخدم المصلحة العليا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ليظلوا في مركز الاهتمام والرعاية كما يستحقون.

