حلّ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستفان دي مستورا، صباح اليوم السبت، بمدينة العيون، في مستهل جولة إقليمية تندرج ضمن الجهود الأممية الرامية إلى إحياء المسار السياسي المتعثر بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
ووفق مصادر متطابقة، فإن زيارة دي مستورا إلى العيون كانت قصيرة لم تتعدَّ بضع ساعات، وحرص خلالها على عقد اجتماع غير معلن مع رئيس بعثة المينورسو، ألكسندر إيفانكو، تم خلاله استعراض وضعية البعثة الأممية ومناقشة آخر تطورات العملية السياسية الجارية برعاية الأمم المتحدة.
اللقاء الذي تم في أجواء مغلقة، ركّز أيضًا على ظروف عمل البعثة الميدانية، والتحضيرات الجارية على مستوى الأمم المتحدة تمهيدًا لجلسة مجلس الأمن المرتقبة في أكتوبر المقبل، والتي من المنتظر أن تشهد نقاشًا موسعًا حول ملف الصحراء.
بعد زيارته الخاطفة للعيون، غادر دي مستورا مباشرة نحو تندوف، الواقعة فوق التراب الجزائري، حيث يرتقب أن يعقد اجتماعات مع قيادات جبهة البوليساريو، في إطار سعيه إلى إعادة تفعيل المشاورات الثنائية مع مختلف الأطراف المعنية بالنزاع.
وتأتي هذه اللقاءات في سياق جولة إقليمية جديدة تشمل أيضًا العاصمة الموريتانية نواكشوط، التي يُتوقع أن تكون محطته التالية، حيث سيلتقي بمسؤولين موريتانيين، ضمن المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى ضمان مشاركة فعالة للدول المجاورة في العملية السياسية.
وتجدر الإشارة إلى أن دي مستورا كان قد أجرى، في وقت سابق، مشاورات موسعة مع وزراء خارجية عدد من القوى الكبرى، من بينها الولايات المتحدة، فرنسا، إسبانيا، وبريطانيا، وهي الدول التي أعربت بشكل واضح عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والتي تعتبرها الأمم المتحدة نفسها أساسًا جادًا وذا مصداقية للتوصل إلى حل سياسي متوافق عليه.
وتندرج هذه التحركات في إطار الإعداد لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء، المرتقب عرضه خلال جلسة مجلس الأمن في أكتوبر، حيث ستُطرح مجددًا قضية التمديد لبعثة المينورسو، إلى جانب تقييم مدى تقدم العملية السياسية التي يقودها دي ميستورا منذ تعيينه في هذا المنصب سنة 2021.