متابعة : احمد الزينبي
في خطوة تنم عن وعي جماعي وروح تضامنية قلّ نظيرها، اجتمعت ساكنة دوار أولاد إبراهيم التابعة لجماعة كهف الغار إقليم تازة ، شبابًا وشيوخًا، يوم 21 شتنبر 2025، في مبادرة ميدانية هدفها فك العزلة عن المنطقة، وربطها بالطريق المؤدية إلى طهر السوق – مرنيسة، التابعة لإقليم تاونات.
ورغم ضعف الإمكانيات وغياب التجهيزات الثقيلة، تجندت الساكنة بمجهوداتها الذاتية لتحسين المسالك الوعرة، وتنقية الطرقات من الأحجار، وحتى بناء مقاطع حيوية كانت تحتاج فقط إلى اليد العاملة وروح الجماعة.
وفي مشهد يبعث على الفخر، رفعت الساكنة شعار: “يد الله مع الجماعة“، مجسدة بذلك أسمى معاني التعاون والتطوع، دون انتظار تدخل رسمي طال انتظاره.
هذه المبادرة لم تكن لتكتمل دون المساندة الفعلية والميدانية التي قدمها رئيس مجلس جماعة كاف الغار، برئاسة السيد عبد الواحد الحسناوي، الذي أبان عن إرادة حقيقية في خدمة الساكنة، وواكب هذا الإنجاز رغم محدودية الوسائل.
بمجهودات بسيطة ولكن صادقة، استطاع هذا المجلس أن يحقق ما عجزت عنه مجالس سابقة، ويحفر اسمه في ذاكرة ساكنة أولاد إبراهيم التي أصبحت ترى النور في نهاية نفق العزلة.
في ظل هذه الدينامية المحلية، يحق للمتتبعين أن يتساءلوا: أين هي الوزارة المعنية من كل هذا؟
هل يُعقل أن تبقى ساكنة بأكملها تعتمد على مجهوداتها الذاتية من أجل ربط مسالك حيوية؟
أليست هذه من صميم مهام الدولة ومؤسساتها؟
إن ما تحقق في دوار أولاد إبراهيم يُعد نموذجًا يحتذى به في العزيمة، لكنه في الوقت ذاته صفعة قوية للجهات المعنية التي ظلت غائبة عن الميدان، وكأن الأمر لا يعنيها.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة عاليًا لأبناء دوار أولاد إبراهيم، ولكل من ساهم في هذا الإنجاز التاريخي، الذي أزال العزلة، وأعاد الأمل، وخلق ربطًا حقيقيًا بين الإنسان والمكان.
إنها رسالة واضحة مفادها: “حين تغيب الدولة، تحضر الإرادة“.