متابعة : خالد الزهواني
في زمن تتحدث فيه المملكة المغربية عن التنمية والعدالة المجالية، تعيش حوالي 40 أسرة بدوار آيت واحي، التابع لجماعة خميس آيت واحي بإقليم الخميسات، واقعًا صادمًا يُشبه العصور القديمة، حيث لا تزال الساكنة محرومة من التيار الكهربائي منذ أكثر من أربعين سنة.
ووفق ما أفادت به مصادر محلية، فإن الساكنة تُجبر على التعايش مع وضع شاذ، حيث يتم ربط مساكنهم بالتيار الكهربائي عبر الشبكة العمومية الخاصة بالإنارة العمومية، وذلك فقط من الساعة السادسة مساءً إلى الثامنة صباحًا، ليُقطع التيار طيلة النهار، في مشهد يُثير الاستغراب ويُعمّق من معاناة الأسر، ويطرح تساؤلات جادة حول نجاعة السياسات التنموية الموجهة للعالم القروي.
أمام هذا الوضع الذي وصفه متتبعون بـ”الفضيحة التنموية”، وجهت ساكنة الدوار نداءً عاجلاً إلى وزير الداخلية والسيد عبد اللطيف النحيلي عامل إقليم الخميسات ، مطالبة بـزيارة ميدانية عاجلة وفتح تحقيق في هذه النازلة الغريبة، التي تتنافى مع أبسط الحقوق الدستورية للمواطنين في دولة حديثة تحترم كرامة الإنسان.
وأكّدت الساكنة أن الحق في الكهرباء ليس امتيازًا بل حق أساسي، وأن حرمانهم منه لأربعة عقود هو إهانة لكرامتهم ومعرقل لمسار التنمية بالمنطقة، خاصة في ظل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يوصي برفع التهميش عن العالم القروي.
كما عبّر السكان عن ثقتهم في عامل الإقليم المعروف بتدخلاته الميدانية ووقوفه على الملفات العالقة، آملين أن يُعيد هذا الملف إلى الواجهة، وأن يُنهي معاناتهم المزمنة مع الظلام والإقصاء.

