فدوى محسن.. صوت تازة الجريء تحت قبة البرلمان

متابعة : عبلة بن عبو

في زمن عزّ فيه المدافعون الحقيقيون عن قضايا المواطنين، برزت البرلمانية فدوى محسن كاسم لامع ومُؤثّر في المشهد السياسي الوطني، خاصة حين يتعلق الأمر بإقليم تازة، الذي طالما عانى من التهميش وضعف البنية التحتية، وعلى رأسها القطاع الصحي.

فدوى محسن، الملقبة بالمرأة الحديدية، لم تكتفِ برفع الشعارات، بل خاضت معركة حقيقية من داخل قبة البرلمان، دفاعًا عن كرامة المواطن التازي، وحقه المشروع في الصحة والعلاج. فخلال الجلسة الأخيرة المخصصة لمساءلة وزير الصحة، استطاعت أن تُحوّل المداخلة البرلمانية إلى لحظة مفصلية، لامست عمق الألم الذي يعيشه المواطن البسيط كل يوم داخل مستشفيات الإقليم.

بصوت قوي ونبرة حازمة، كشفت فدوى محسن الوضع الصحي “المريض جدًا” في تازة، حيث المراكز الصحية المغلقة، ونقص الأطباء، ورداءة التجهيزات، ناهيك عن المواعيد الطويلة لفحوصات ضرورية، كالإسكانير الذي لا يُحدد موعده إلا بعد سنوات، في مشهد عبثي يُهدّد حياة الناس.

Ad image

لكن محسن لم تكتفِ بالتشخيص، بل قدمت حلولًا واقعية، على رأسها ضرورة الإسراع بفتح مستشفى تازة العليا وتجهيزه، من أجل تخفيف العبء عن مستشفى ابن باجة، الذي صار عاجزًا عن تلبية حاجيات السكان. كما طالبت بوضع سياسات عاجلة وجريئة لإنقاذ المنظومة الصحية من الانهيار.

ما ميّز مداخلة فدوى محسن، ليس فقط قوتها، بل صدقها، إذ لم تكن كلماتها مُنمّقة أو شعبوية، بل كانت انعكاسًا حقيقيًا لصوت الشارع، وصدى لمعاناة المواطن التازي الذي وجد فيها من يُمثل همومه بجرأة ومسؤولية.

اليوم، بات اسم فدوى محسن مرتبطًا بنضال نسائي متميز من داخل المؤسسة التشريعية، وأصبح نموذجًا للبرلمانية التي لا تكتفي بالجلوس في المقاعد، بل تنزل إلى الميدان، وتُرافع من قلب المعاناة، وتُجيد التعبير عن شعبٍ ينتظر من يمثله بصدق.

في تازة، حين يُذكر اسمها، يُذكر معها الأمل في التغيير، والأصوات التي لم تعد تخشى التعبير عن الألم.

 

 

Share This Article
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *