لم يعد من الممكن اليوم وصف حركة GENZ212 بأنها “انتفاضة شبابية” بريئة، فآخر تطوراتها في باريس بتاريخ 4 أكتوبر كشفت بوضوح الوجه الحقيقي لهذا الحراك. فبينما يُرفع شعار إصلاح التعليم والصحة، تتوارى خلفه أجندات انفصالية وعدمية تستغل غضب الشباب وتدفع به نحو مسارات تهدد استقرار الوطن.
الوقفة التي نُظمت تحت شعار مستورد “Justice nulle part, Police partout” سرعان ما تحولت إلى منبر لشعارات عدائية ضد الدولة والمؤسسات، وظهرت خلالها رموز معروفة بولائها للتيار الانفصالي، كحسن أومسعود من حركة PNR، الذي لم يتردد في الهتاف بشعارات ضد المؤسسة الملكية، في حين رُفعت رايات “الجمهورية الريفية” في قلب باريس، في محاولة مفضوحة لتدويل خطاب الانفصال تحت غطاء شبابي.
الأخطر من الشعارات هو هذا التماهي المكشوف مع حملات تشويه خارجية، عبر استغلال رمزية كلمة “شوهة” لتقديم صورة قاتمة عن البلاد في أعين الأوروبيين. ما يجري إذن ليس تعبيرًا عن مطالب اجتماعية، بل توظيف ممنهج لحراك شبابي وتحويله إلى أداة إعلامية لضرب مؤسسات الدولة والطعن في شرعيتها.
إن حركة GENZ212 لم تعد تمثل الشباب، بل باتت واجهة مستعملة من طرف أقلية تخدم مشاريع الانقسام والفوضى. وما حدث في باريس ليس سوى حلقة من مسلسل عبثي موجه، عنوانه “تأزيم الداخل وتدويل الوهم”.

