أنا… وفلسطين

بقلم: عبدالحق الريكي

“نحن في غزة بخير، طمّنونا عنكم

نحن في الحرب بخير، ماذا عنكم أنتم؟

شهداؤنا تحت الركام

أطفالنا سكنوا الخيام، يسألون عنكم، أين أنتم؟

البحر من ورائنا لكننا نقاتل، عدونا أمامنا وما زلنا نقاتل […]”

الفنان اللبناني خالد الهبر

كنت سأكتفي بكلمات الفنان اللبناني خالد الهبر، لكن دعوني أحكي لكم أشياء تبدو لي مهمة. الأولى، معاتبة من طرف بعض الأصدقاء بسبب عدم كتابتي حول ما يحدث في غزة وفلسطين، وهو الموضوع الأهم عالميًا منذ السابع من أكتوبر 2023.

كنت قد كتبت مقالًا واحدًا يوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2023، بعنوان “نحن وفلسطين”. أعلم أن هذا غير كاف، ورغم سني وحالتي الصحية، أدرك أن رجالا ونساء أكبر سنًا مني يمشون في الشوارع والمدن داعمين لغزة وفلسطين، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل. أحييهم من هنا وأطلب من الله أن ينصرهم على أعدائهم.

النقطة الثانية تتعلق بمصدر المعلومات حول الحرب على غزة وفلسطين. كنت مدمنًا على “فرانس أنتير” وما زلت، ولكن يظهر أن اللوبي الصهيوني نجح في الاستحواذ على معظم وسائل الإعلام هذه المرة. بفضل المقاومة في غزة، أصبح العالم مقسمًا إلى فريقين، داعم للحرب الإسرائيلية وفريق آخر ضدها. هذه المرة، لم يعد هناك “عرب” و”مسلمون”، بل المصالح هي التي تحدد الموقف.

بمعنى آخر، هناك صراع طبقي حقيقي يحدد الموقف، كما في فرنسا، حيث أصبحت ضيعة إسرائيلية. أحيي بعض الأصوات المساندة لفلسطين في هذا البلد رغم القمع، وأقدم تحية لليساريين والكاثوليك المساندين لفلسطين.

السؤال هو: من أين أستقي المعلومات أمام الهجمة الإعلامية من أوروبا وأمريكا؟ عدت إلى “الجزيرة” القطرية، وأصبحت مهتمًا بالمحلل العسكري “فايز الدويري” كما يفعل معظم المغاربة. أعلم الآن التكتيكات والاستراتيجيات الحربية وأسماء الأسلحة والمعلومات التي يعرفها المغاربة حول المقاومة.

كنت أقول في زمن مضى: “أيام قليلة من الثورة تغير الأجيال”. أعتقد أن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 سيغير الخريطة العالمية، خاصة بين الشعوب العربية والشباب.

لم أجب تمامًا على سؤال من أين أستقي المعلومات؟ أشرت إلى “الجزيرة” واليسار الفرنسي المساند لفلسطين، وخاصة إلى “عبدالباري عطوان” المدير السابق لجريدة “القدس العربي”، وأيضًا ذكرت صابر مشهور ووضاح خنفر، اللذان هما مثال للمغاربة داخل وخارج الوطن. ولكنني دائمًا أحاول الاعتماد على تجربتي الشخصية.

وفيما يتعلق بنقطة أخرى، أثمن بشدة القيادة العسكرية لحركة حماس، وأقدر استراتيجيتهم التفاوضية، خاصة المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك قادة مثل “مروان البرغوتي” و”أحمد سعدات” و”عبدالله البرغوتي”. هؤلاء هم من بين أبرز القادة الفلسطينيين.

لا أخفي أنني من دعاة الكتلة التاريخية للإسلاميين واليساريين، وأن جميع الدول العربية يجب أن تمنح الإسلاميين واليساريين حقوقهم في التنظيم وحرية التعبير واحترام نتائج الانتخابات. السجن يقرب وجهات النظر بين التيارات الفلسطينية المختلفة، وأتمنى الإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين.

نقطة أخرى، فرحت بسماعي أن المقاومة في غزة وفلسطين لا تهتم بالقيل والقال الغربي، بل تسعى لتحرير الأرض الفلسطينية. أكتفي بهذا الحد، وهناك أفكار أخرى حول القضية الفلسطينية قد لا تسمح لي ذاكرتي بطرحها الآن. وكما قال الفنان اللبناني “خالد الهبر” في أغنيته حول غزة في وقت مضى:

“نحن في غزة بخير، طمّنونا عنكم

نحن في الحرب بخير، ماذا عنكم أنتم؟

شهداؤنا تحت الركام

أطفالنا سكنوا الخيام، يسألون عنكم، أين أنتم؟

البحر من ورائنا لكننا نقاتل، عدونا أمامنا وما زلنا نقاتل”

وأخيرًا، أشير إلى أني متفائل بالطبع، ولكنني أشكر الله على رؤيتي للسابع من أكتوبر 2023، الذي محى من ذاكرتي هزيمة حزيران 1967 وتقسيم فلسطين 1948. كنت متيقنًا أننا كشباب فلسطيني وعربي ومغربي سنمتلك يومًا ما التكنولوجيا والحواسيب والإنترنت.