المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا تحتفي بذكراها الثلاثين بمدينة الرباط (بلاغ)

يحتضن رحاب المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بمدينة الرباط يوم الخميس25 ابريل2024 ، فعاليات الذكرى الثلاثون لتأسيس المنظمة الإفريقية لمكافحة السيداOPALS MAROC  كفرع من المنظمة العالمية OPALS INTERNATIONAL المتواجد مقرها بباريس، حيث كانت سنة 1994 الانطلاقة الفعلية لهاته المنظمة على يد زمرة من الفاعلين في مجال الصحة وعلى رأسهم الدكتورة نادية بزاد الرئيسة الحالية للمنظمة، وخلال هاته المسيرة من العمل الميداني عملت الجمعية بمعية مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والمدنيين على المساهمة الفعالة من أجل القضاء على فيروس فقدان المناعة المكتسبة والأمراض المنقولة جنسيا وذلك من خلال مقاربة تستهدف الفئات الهشة استطاعت المنظمة أن تكيف مناهجها ومقارباتها و طرق اشتغالها حسب كل مرحلة من تطور هذا الفيروس وأيضا حسب التوجهات العالمية في هذا الميدان ذلك أن المنظمة استطاعت أن تلعب دورا مهما على المستوى الدولي من خلال المنظمة الأممية ONUSIDA أو منظمة الصحة العالمية في رسم السياسات العالمية في محاربة هذا الداء كما ظلت المنظمة طيلة هاته المدة شريكا أساسيا لوزارة الصحة العمومية من خلال مختلف البرامج المرتبطة بداء السيدا والأمراض المنقولة  جنسيا أو من خلال موضوع الصحة الجنسية والإنجابية، ولعل اتفاقية إطار التي تتجدد كل ثلاث سنوات مع المنظمة لخير دليل على هاته الشراكة المتينة مع وزارة الصحة، بالإضافة إلى أن الاشتغال ضمن برنامج صندوق الدعم الدولي بمعية باقي الجمعيات العاملة في المجال جعل المغرب يحظى سنويا ولمدة تزيد عن أربعة عشرة سنة بثقة هاته الهيئة الممولة. الشيء الذي وفر إمكانيات مادية للمنظمة ساهمت في مشاريع كان لها الأثر على المؤشرات الوطنية في مجال مكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا، كما أن المنظمة استطاعت طيلة هذه المدة من تواجدها على ابتكار مقاربات وتدخلات في مجال التحسيس والتوعية والتكفل بالحالات من خلال خريطة فروعها على المستوى الوطني حيث تتوفر المنظمة على أزيد من أربعة عشر فرعا ومركز للوقاية والعلاج CTA ،كما استطاعت الوصول إلى أغلب الفئات المفتاح  من الشباب والنساء ومحترفات الجنس، والرجال  ذووا العلاقات مع الرجال و المهاجرين من جنوب الصحراء   والسجناء…وكما أن مكافحة السيدا تنبني على محددات هشاشة متعددة فإن المنظمة بالإضافة إلى المقاربة الصحية الوقائية استطاعت من إعمال عدة مقاربات في هذا المجال منها الحقوقية والاجتماعية وذلك من خلال الانفتاح على إطارات مختصة كالمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمنظمة العربية إيدلو من أجل إدماج ثقافة حقوق الإنسان في كل تدخلاتها بالإضافة إلى أن المنظمة وبمعية عدة شركاء استطاعت سد بعض الحاجيات المرتبطة بالجانب المعيشي للفئات الهشة من خلال توفير قفة مساعدات غذائية في عدة مناسبات .

ونظرا لأن مسألة مكافحة السيدا مسألة تهم الجميع ومرتبطة بالحق في الصحة وضمن الأولويات سواء على المستوى الأممي وأهداف الألفية الثالثة فقد استطاعت المنظمة أن تجعل لها قدما في كل الحركات والشبكات التي تلعب دور المرافعة سواء من خلال توفير وسائل الوقاية أو الأدوية البديلة أو من خلال إدماج الفئات الهشة في كل المشاريع التنموية.

وتماشيا مع المستجدات التي يطرحها داء فقدان المناعة ومن اجل تقديم الإضافة إلى سلة الخدمات التي تشتغل عليها، استطاعت الجمعية إدخال خدمات جديدة تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية SSR  والعناية الذاتية –self care– وأيضا عملت المنظمة على تطوير مناهجها في مجال الكشف من خلال حصولها على الاعتماد المرتبط بالكشف الجماعاتي dépistage communautaire  لداء السيدا حيث استطاع عدة متدخلين(ت) ميدانيين لها الحصول على شهادة الاستحقاق في المجال.

والمنظمة تحتفل بالذكرى الثلاثين لها وتربط الماضي بالحاضر من خلال استقبالها وتكريم احد مؤسسي المنظمة عالميا الأستاذ الدكتور Pr. Marc Gentilini، فهي تفتح آفاق جديدة لتدخلاتها باعتبار أن الصحة أصبحت أولوية كل المشاريع التنموية الوطنية، وتماشيا مع المشروع الكبير الذي وضعه المغرب تحت الرعاية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس في مجال الحماية الاجتماعية للمواطنين، وتماشيا مع الورش الكبير لإصلاح المنظومة الصحية، فإن المنظمة خلال مؤتمرها المقبل تتوجه نحو فتح آفاق لتدخلاتها، وبالتالي ستقر رسميا وقانونيا بالإضافة إلى تدخلاتها في مكافحة السيدا كل ما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية  وبالتالي سيصبح اسم الجمعية كالتالي المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا والصحة الجنسية والإنجابية  من اجل الانفتاح وتنويع وتجويد  سلة الخدمات  سواء القارة أو المتنقلة مستهدفة بدلك كل الفئات الهشة من المواطنين .