تمدّد السلالات المتحورة يثير مخاوف من موجة ثالثة للجائحة في المغرب

وليلي 24
تمدّد ملحوظ للسلالات المتحوّرة من فيروس “كورونا” المُكتشفة بالمغرب منذ أسابيع، الأمر الذي بات يثير مخاوف صحية من ظهور موجة ثالثة شرسة من الجائحة، خاصة بعد تسجيل حالات وافدة ببعض مدن المملكة، ضمنها تنغير والداخلة، ما دفع السلطات المحلية إلى تشديد المراقبة على تحركات المواطنين.
وأعادت السلطات العمومية فرض الإغلاق التّام في مدينة الداخلة، مع منع كل التجمعات، وإلزامية ارتداء الكمامات، ومنع التنقل من وإلى المدينة؛ بينما وضعت الحالات المكتشفة السلطات في استنفار للتطبيق الصارم لإجراءات الإغلاق.
كما تم تسجيل مجموعة من الحالات المؤكدة إصابتها بالسلالة المتحورة من فيروس “كورونا” بإقليم تنغير، قادمة من بلدان أوروبية صوب المنطقة، ليتم وضعها تحت المراقبة الطبية بمركز “كوفيد-19″، بالموازاة مع تشديد الإجراءات الوقائية، خاصة ما يتعلق بارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي.
التغير الوبائي المفاجئ أرْبك حسابات الحكومة التي كشفت تحركاتها الاحترازية بعدد من أقاليم المملكة، رغم بوادر الانفراج التي كان يحملها شهر رمضان قبل بضعة أسابيع، نتيجة تحسن المؤشرات الوبائية، لاسيما أرقام الوفيات والحالات الحرجة.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة تمديد حظر التنقل الليلي لمدة أسبوعين إضافيين، ابتداء من الثلاثاء المنصرم، مع الإبقاء على الإجراءات الاحترازية؛ على أن يبدأ الحظر من الساعة التاسعة ليلاً وينتهي في السادسة من صباح اليوم التالي، في إطار مجهودات تطويق رقعة انتشار الوباء، والحد من انعكاساته السلبية.
وبدأت تقفز معدلات الإصابة اليومية بشكل ملحوظ منذ أيام، ما جعل الكثير من المغاربة يتخوفون من تطبيق الحجر الصحي الشامل في رمضان القادم، خاصة أن الأسر المغربية تربطها بـ”العادات الرمضانية” علاقة “قدسية”، إذ تكثر الحركية اليومية والزيارات العائلية.
وفيما تشكو الفعاليات المهنية من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية “الوخيمة” لجائحة “كورونا”، لتنشد تطبيق قرار “الفتح الليلي” في شهر رمضان لتعويض الخسائر المالية، تتشبث فعاليات بحثية بتشديد إجراءات المراقبة في هذه المناسبة الدينية التي قد تتحول إلى “كارثة صحية” على غرار ما وقع بمناسبة عيد الأضحى الفارط.
وينتقد الخبراء على الدوام حالة “التراخي” التي تسود المجتمع المغربي، إذ لا يرتدي جلّ السكان الكمامة الواقية، ولا يتم احترام التباعد الجسدي، ما يساهم في رفع وتيرة انتشار الفيروس التاجي بالحواضر الكبرى التي تعرف ديناميكية كبيرة، نظرا إلى ارتفاع الكثافة السكانية.