“عقود إذعان” تهدد بتشريد فئات واسعة من عمال المنطقة الصناعية بفاس

وليلي24

2019-07-15 على الساعة : 16:37

كشفت مصادر مطلعة على أن عشرات العمال والعاملات بالمنطقة الصناعية سيدي ابراهيم بمدينة فاس يعيشون معاناة نفسية رهيبة جراء “تقييدهم” بـ”عقود إذعان” من قبل أصحاب الشركات التي تشغلهم. وأضافت المصادر بأن هذه “العقود” هي عبارة عن التزامات مختلفة المضمون تلزم العمال والعاملات على الاشتغال في أوضاع قانونية واجتماعية جد هشة، حيث يعمد بعض أصحاب المعامل إلى إلزام المستخدمين بتوقيع التزامات يؤكدون فيها على أنهم عمال “مِؤقتين”، مما يمكن الشركة المشغلة من التحكم في إمكانية الاستغانء عن خدماتهم في أي لحظة، دون أن يكون للضحايا أي حق للمطالبة بالتعويضات. كما أن مثل هذه الالتزامات التي يتم تجديدها تجعل الشركة تتهرب من أي إمكانية لترسيم المستخدمين، مع ما يتيحه ذلك من المزيد من استغلالهم عن طريق الرفع من ساعات العمل، في غياب إجراءات للحماية الاجتماعية.

ويوقع مستخدمون آخرون التزامات أخرى وصفت المصادر مضمونها بالخطير، حيث يعترفون فيها بديون لفائدة الشركة التي يشتغلون لفائدتها، وتتنتشر هذه “المعاملة” في أوساط المستخدمين الذين يشتغلون في مجال توزيع السلع المنتجة.

وأفادت المصادر أن الملحقة الإدارية سيدي ابراهيم والتي توجد في قلب هذه المنطقة الصناعية تعرف يوميا إقبال العشرات من العمال والعاملات بغرض تصحيح إمضاءاتهم التي تخص هذه الالتزامات، التي يتنافى مضمونها مع القوانين الجاري بها العمل، خاصة قانون التشغيل. ورغم علم الجهات ذات الاختصاص، خاصة مصالح مفتشية الشغل بتفاصيل هذه الالتزامات، إلا أنها لا تتخذ أي إجراءات لوقفها، خاصة وأن المتضرر فيها فئات واسعة من المستخدمين لا حول لهم ولا قوة، بينما المستفيدين ليسوا سوى أصحاب رؤوس أموال ومستثمرين كبار يعانون من الجشع ولهم طموح جارف في مراكمة الأرباح الطائلة على حساب مستضعفين يبحثون عن فرص الشغل في مدينة تعاني من تنامي مرعب للبطالة، وانسداد آفاق التشغيل.