مفارقات بين يحمي حقوق الإنسان وبين من يدعي حقوق الإنسان

إدريس الحفياني
منذ ازيد من سنتين والشعب الجزائري يخرج في مظاهرات حاشدة ليس لإسقاط قانون ما او المطالبة بحق ما وانما اكثر من ذلك بكثير إنهم يطالبون بإسقاط النظام .
ورغم ذلك لم تصلنا ولو صورة واحدة فيها ضرب او دفع او ركل او حتى قطرة دم واحدة ، وتواجد الشرطة كان هدفه انسيابية المظاهرات وتسهيل حركة المرور ليس إلا.
اما في البلاد التي تجاورها غربا والتي يتبجح إعلامها المأجور بحقوق الإنسان والتي جعلت هذا الإعلام الكاذب من البلد مدرسة ياتي إليها القاصي والداني لتعلم مبادئ “حقوق الإنسان” ،فإن المواطنين ما ان يفكروا في الاحتجاج على حق يطلبونه او حيف يدفعونه حتى تحيط بهم جيوش من رجال الامن والقوات المساعدة و المخابرات و القواد والباشوات والشيوخ والمقدمين والمياومين لديهم ممن يتقنون الركل والضرب و فنون التعذيب والترهيب .
لم يسلم من بطش هذه الجيوش متحتج مهما كان مطلبه ولن انسى ابدا ما فعلوه في قدماء المحاربين الذين حرروا البلاد واتوا الرباط مطالبين بادنى شروط الكرامة وهم الذين شاخوا في ساحات القتال مدافعين عن امن البلد ووحدته فإذا بالسياط تنزل عليهم من كل جانب والالاف الكلمات الساقطة تنهال على مسامعهم كالابر الحادة لم ترحم الهراوات ضعفهم و لا كبر سنهم و لا عجزهم عن الهروب وإطلاق السيقان للريح ، ليطلقوا العنان للدموع تتدفق على الخدود اسى وحسرة على ماقابلهم به من يدعون حماية الوطن .
حيى الله بلد المليون شهيد بمختلف اطيافه ومكوناته ووفقهم الله لما يصبون اليه من سلم وسلام وامن واطمئنان .