نزيف الهجرة الجماعية نحو المدن العتيقة يضرب قطاع الصناعة التقليدية بجهة فاس

وليلي24

2019-07-19 على الساعة : 13:28

في الوقت الذي احتفلت فيه غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس ـ مكناس، ومعها السلطات المحلية، ومجلس الجهة والمجلس الجماعي، ووزارة الصناعة التقليدية، بمعرض للجلد خصصت له ميزانية ضخمة، واستدعت له مجموعة من الحرفيين، دقت فعاليات مهنية ناقوس الخطر بخصوص نزيف هجرة جماعية للصناع التقليديين من مدينة فاس في اتجاه كل من مدينة مراكش ومدينة الدار البيضاء. وقالت المصادر إن أصحاب عدد كبير من الورشات الإنتاجية في المدينة العتيقة ومنطقة “جنان الورد” المجاورة، قد أغلقوا، في السنين الأخيرة، أبواب محلاتهم، وشدوا الرحال إلى مدينة مراكش للاستقرار بها، بالنظر إلى الرواج الذي يحظى به المنتوج التقليدي.

ومن جهته، قال عبد المالك البوطيين، رئيس الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بفاس ـ مكناس خلال ندوة نظمت على هامش المعرض الوطني للصناعات الجلدية، إن تنظيم هذا المعرض (من 12 إلى 21 يوليوز الجاري بفضاء ملعب الخيل بوسط المدينة) يندرج، بحسب تعبيره، في سياق مواصلة التنمية الشاملة التي يشهدها قطاع الصناعة التقليدية بالجهة. وأضاف بأن المعرض يهدف إلى المساهمة في إنعاش ورفع قيمة المصنوعات التقليدية بقطاع الجلد عبر التعريف المتميز بمهنها لدى العموم، و إعادة بث دينامية جديدة في مجال تسويق منتجاتها. وأشار إلى أن الغرفة الجهوية وضعت رهانا كبيرا للإنتقال بهذا المعرض نحو مرتبة عالية وجعله موعداً سنوياً دولياً لتمكين الزوار من الإطلاع على إبداعات الصناع التقليديين الممثلين لمهن الدباغة و المصنوعات الجلدية.

وذكر عبد الرحيم بلخياط الزوكاري، المدير الجهوي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ، في تصريحات صحفية، بأن حجم الاستثمار في قطاع الجلد على مستوى مدينة فاس بلغ 172 مليون درهم، حيث هم بناء سوق للجلود النيئة، إلى جانب إحداث مركز الدعم التقني للدباغة التقليدية، وترميم وإعادة تأهيل دور الدبغ التقليدية في إطار برنامج ترميم المآثر التقليدية، وكذا بناء مدبغة تقليدية مكملة بقطب الصناعة التقليدية بعين النقبي، إلى جانب مشاريع أخرى.

واستعرض عبد اللطيف ظريف، مدير شركة “باترفلاي إكسبو” المتخصصة في تنظيم وتجهيز المعارض، الجوانب التقنية التي ساهمت في إعداد فضاء المعرض بشكل يستجيب لمعايير كبريات المعارض، حيث أكد أن هذه التظاهرة تحتضن أزيد من 100 عارضة وعارض يمثلون الحرفيين والصناع التقليديين والمقاولات الحرفية الصغرى والمتوسطة والتعاونيات المهنية التي تشتغل بقطاع الجلد بالإضافة لفاعلين متخصصين في العتاد التقني بهذا القطاع.

وكرست غرفة الصناعة التقليدية، بتعاون مع متدخلين آخرين، في السنين الأخيرة جزءا مهما من ميزانيتها لتنظيم المعارض. وتشير المصادر إلى أن تنظيم هذه المعارض لم يؤثر بشكل إيجابي على القطاع، وتفجرت في الآونة الأخيرة خلافات بين الأغلبية المسيرة للغرفة حول هذه المعارض، وصلت إلى المطالبة بالكشف عن الحصيلة وجرد تفاصيل تخص صرف الميزانيات.

وكانت مدينة فاس تعد قبلة للتجار وأصحاب البزارات من مدن أخرى معروفة برواجها السياحي، لاقتناء المنتوج التقليدي، بمختلف أنواعه. كما أن انتعاش السياحة الداخلية والخارجية، وفتح الحدود بين المغرب والجزائر، ساهم في هذه الانتعاشة. لكن هذا المنتوج تعرض في الآونة الأخيرة لكساد منقطع النظير، في ظل عدم نجاعة البرامج التي تروج لها المؤسسات العمومية والمنتخبة ذات الصلة بالقطاع، مما دفع المهنيين إلى إعلان الهجرة نحو آفاق أخرى.